أسلم قديمًا هو وأبوه وأخته وغزا مع رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، غزوات ولم يزل في بلاد قومه وينزل إلى المدينة كثيرًا إلى أن قُبض النّبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ومُصّرت البصرة فتحوّل إليها فنزلها إلى أن مات بها، وله بها بقيّةٌ من ولده خالد بن طَليق بن محمّد بن عمران بن الحُصين ولى قضاء البصرة.
قال: أخبرنا محمّد بن إسماعيل بن أبي فُديك قال: حدّثنا هشام بن سعد، عن سعيد بن أبي هلال، عن أبي الأسود الدّؤلى قال: قدمتُ البصرة وبها عمران ابن الحُصين أبو النجيد وكان عمر بن الخطّاب بعثهُ يفقّه أهل البصرة.
قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا إبراهيم بن عطاء، عن أبيه أنّ عمران ابن الحُصين قضى على رجل بقضيّة، فقال: والله لقد قضيتَ علىّ بجور وما ألوتَ، قال: وكيف ذلك؟ فقال: شُهِد علىّ بزور، فقال عمران: ما قضيتُ عليك فهو في مالى ووالله لا أجلس مجلسى هذا أبدًا (١).
قال: أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا إبراهيم بن عطاء مولى عمران بن الحُصين، عن أبيه قال: كان خاتم عمران بن الحُصين نقشه تمثال رجل متقلّد السيف، قال: ورأيته أنا في خاتم عندنا في طين في بيتنا، فقال أبي هذا خاتم عمران بن الحصين.
قال: أخبرنا رَوْح بن عبادة قال: حدّثنا شعبة قال: حدّثنا فُضَيل (٢) بن فضالة رجل من قريش، عن أبي رجاء العطاردي قال: خرج علينا عمران بن الحُصين في مِطْرف خزّ لم نره عليه قطّ قبلُ ولا بعدُ، فقال: قال رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إن الله إذا أنعم على عبدٍ نعمة يحبّ أن يرى أثر نعمته على عبده (٣).
قال: أخبرنا عفّان بن مسلم والمعلّى بن أسد قالا: حدّثنا عبد الرّحمن بن العُريان قال: حدّثنا أبو عمران الجَوْنيّ أنّه رأى على عمران بن حُصين مطرف خزّ.
(١) أورده الذهبي في تاريخه وفيات سنة ٥٢ هـ، وسير أعلام النبلاء ج ٢ ص ٥١٠.
(٢) فضيل بن فضالة: تحرف في طبعة ليدن إلي "مفضل بن فضالة"، وصوابه من ث. وتاريخ الإسلام للذهبي.
(٣) تاريخ الإسلام وفيات سنة ٥٢ هـ.