نأتي أنس بن مالك وخبّازه قائمٌ، فقال يومًا: كلوا فما أعلم رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، رأى رغيفًا مُرقّقًا بعينه حتى لحق بربّه، ولا شاة سميطًا (١) قطّ.
أخبرنا مَعن بن عيسى، أخبرنا عبد الله بن المؤمّل عن عبد الله بن أبي مليكة عن عائشة، - رضي الله عنها -، قالت: ما اجتمع في بطن النبيّ، - صلى الله عليه وسلم -، طَعَامانِ في يوم قطّ، إنْ أكَلَ لحمًا لم يزد عليه، وإن أكل تمرًا لم يزد عليه، وإن أكل خبزًا لم يزد عليه (٢)؟ وكان رجلًا مِسْقامًا، وكانت العرب تَنْعَتُ له فيتداوى بما تنعت له العرب، وكانت العجم تنعت له فيتداوى.
أخبرنا محمّد بن عمر الأسلمي، أخبرنا عبد الله بن جعفر عن يزيد بن الهادِ عن عروة عن عائشة، - رضي الله عنها -، قالت: مات رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، ولم يشبع مرّتين في يوم من خبز الشعير، قالت: وإن كان ليهدى لنا قناع فيه تمر فيه كعب من إهالة فنفرح به.
أخبرنا سعيد بن سليمان، أخبرنا سليمان بن المغيرة عن حميد، يعني ابن هلال، قال قالت عائشة، - رضي الله عنها -: أرسل أبو بكر قائمة شاة ليلًا فقطعتُ وأمسك عليّ رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، أو قطع رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، وأمسكتُ عليه، قال فقيل لها: على غير مصباح؟ قالت عائشة، - رضي الله عنها -: لو كان عندنا مصباح لأْتَدَمْنا به، كان يأتي على آل محمّد شهر ما يخبزون خبزًا، ولا يطبخون قدرًا (٣)؟ قال: فذكرت ذلك لصفوان، فقال: كان يأتي عليهم الشهران.
أخبرنا عبيد الله بن موسى عن شَيبان عن الأعْمش عن عَمرو بن مُرة عن أبي نضر قال: سمعتُ عائشة، - رضي الله عنها -، تقول: إني لجالسة مع رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، في البيت، فأَهْدَى لنا أبو بكر رِجل شاة، فإني لأقطعها مع رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، في ظُلمة البيت، فقال لها قائل: أما كان لكم سراج؟ فقالت: لو كان لنا ما يسرج به أكلناه.
أخبرنا خالد بن خِدَاش، أخبرنا أبو جميع عن حُمَيد بن هلال، رَفَعَ الحديث
(١) سميطا: مشوية.
(٢) النويري ج ١٨ ص ٢٨١.
(٣) الخبر بنصه لدى النويري ج ١٨ ص ٢٨١.