المسجد، فقالت: أىّ المساجد؟ قلت: المسجد الجامع، قالت: انطلق يا لكع، قال: فذهبت أتبعها حتّى دخلت المسجد، فوافقنا الإمام على المنبر فقبضت على يدى فقالت: اللهمّ اذْخَرْهُ عندك ذخيرةً، اشهدوا يا أهل المسجد إنّه سائبة لله ليس لأحد عليه سبيل إِلَّا سبيل معروف، قال: فتركتنى وذهبت، قال: فما تراءينا بعدُ، قال أبو العالية: والسائبة يضع نفسه حيث يشاء (١).
قال: أخبرنا عمرو بن الهيثم ويحيىَ بن خُلَيف قالا: حدّثنا أبو خلدة قال: سمعتُ أبا العالية يقول: كنّا عبيدًا مملوكين، منّا من يؤدّى الضرائب ومنّا من يخدم أهله فكنّا نختم كلّ ليلة مرّة، فشقّ ذلك علينا فجعلنا نختم كلّ ليلتين مرّة، فشقّ ذلك علينا فجعلنا نختم كلّ ثلاث ليالٍ مرّة، فشقّ علينا حتّى شكا بعضنا إلى بعض فلقينا أصحاب رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فعلّمونا أن نختم كلّ جمعة أو قال كلّ سبع فصلّينا ونمنا ولم يشقّ علينا (٢).
قال: أخبرنا عبد الصمد بن عبد الوارث قال: حدّثنا همّام قال: حدّثنا قتادة عن أبي العالية قال: قرأتُ المحْكَم بعد وفاة نبيكّم بعشر سنين، فقد أنعم الله عليّ بنعمتين لا أدرى أيّتهما أفضل، أن هدانى للإسلام، أم لم يجعلنى حَرُوريًّا (٣).
قال: أخبرنا يحيَى بن خُلَيف بن عُقبة قال: أخبرنا أبو خَلْدَة قال: قال أبو العالية: كنت مملوكًا أخدم أهلى فتعلّمت القرآن ظاهرًا والكتابة العربيّة.
قال: أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قَطَن قال: حدّثنا أبو خَلْدَة عن أبي العالية قال: كنّا نسمع الرواية بالبصرة عن أصحاب رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فلم نرض حتّى ركبنا إلى المدينة فسمعناها من أفواههم.
قال: أخبرنا الفضل بن دُكين قال: حدّثنا أبو خَلْدَة قال: حدّثنى أبو العالية قال: أكثر ما سمعت من عمر يقول: اللهمّ عافنا واعفُ عنا.
قال: أخبرنا يحيَى بن خليف قال: حدّثنا أبو خلدة قال: أعتق أبو العالية
(١) أورده الذهبى مختصرًا فى سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٢١٢.
(٢) سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٢٠٩.
(٣) سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٢١٢.