كأنّى أراه، فقال أبو أُمامة: كان رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، رَجُلًا أبيض تَعلوه حُمرة، أدْعَج العَينين، أهْدَب الأشْفَار، ضخم المناكب، أشْعَر الذراعين والصدر، شَثْن الأطراف، ذا مَسْرُبة، فى الرجال أطول منه، وفى الرجال أقصر منه، عليه سحوليّتان، إزاره تحت رُكبتيه بثلاث أصابع أو أربع، إذا تعطّف بردائه لم يُحِط به، فهو متأبّطه تحت إبطه، إذا مشى تكفّأ حتى يمشى فى صعود، وإذا التفتَ التفتَ جميعًا، بين كتفيه خاتم النبوّة، قال العامرىّ: قد وصفتَ لى صِفة لو كان فى جميع النّاس لعرفته.
أخبرنا سليمان أبو داود الطيالسىّ، أخبرنا شُعبة عن سِماك بن حَرب قال: سمعتُ جابر بن سَمرة يقول: كان رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ضَلِيع الفم مَنْهُوس العَقِب.
أخبرنا عبيد الله بن موسى والفضل بن دُكين قالا: أخبرنا إسرائيل عن سِمَاك أنَّه سمع جابر بن سَمُرة ووصف النبىّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقال له رجل: أوَجْهُهُ مثل السّيف، فقال جابر: مثل الشمس والقمر مستدير!
أخبرنا عفّان بن مُسلم وهشام أبو الوليد الطيالسىّ قالا: أخبرنا شُعبة عن أبى إسحاق، سمعتُ البراءَ يقول: كان رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، مَرْبوعًا بعيد ما بين المنكبين، قال عفّان فى حديثه: يَبْلُغُ شَعْرُهُ شَحْمَةَ أُذُنَيْهِ، عليه حُلّة حَمراء.
أخبرنا وكيع بن الجرّاح عن سفيان عن أبى إسحاق عن البَراء أنَّه وصف رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقال: بعيد ما بين المنكبين، ليس بالقَصِير ولا بالطويل.
أخبرنا الفضل بن دُكين، أخبرنا زهير عن أبى إسحاق أنّ رجلًا سأل البرَاء: أليس كان وجه رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، مثل السيف؟ قال: لا، مثل القمر!
أخبرنا هَوْذة بن خليفة، أخبرنا عوف عن يزيد الفارسى قال: رأيتُ رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فى النوم زَمن ابن عبّاس على البصرة، قال فقلت لابن عبّاس: إنّى قد رأيتُ رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقال ابن عبّاس: فإن رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، كان يقول: إن الشّيْطَانَ لا يَسْتَطِيعُ أنْ يَتَشَبّهَ بى فَمَنْ رَآنى فى النّوْمِ فَقَدْ رَآنى، فهل تستطيع أن تنعت هذا الرجل الذى قد رأيت؟ قال: نعم أنعتُ لك رجلًا بين الرجلين، جِسمه ولحمه أسمر إلى البياض، حَسن المَضْحَك، أكْحَل العينين،