قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: حدّثنا مُرَجّى بن وَدَاع (١) قال: حدّثنا غالب القطّان قال: كان بكر المُزَنىّ يقول: إيّاك من كلام ما إن أصبتَ فيه لم تُؤجَر وإن أخطأتَ وزرتَ، وذلك سوء الظّن بأخيك.
قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدّثنا عبد الله بن أبى داود قال: سمعتُ بكر بن عبد الله المُزَنى يقول: إذا صحبك رجل فانقطع شِسْعه فلم تقعد له حتّى يُصلح شسعه فلستَ له بصاحب، وإذا قعد يبول فلم تقعد له حتّى يفرغ فلستَ له بصاحب، قال: وكان الحسن يسمّى بكرًا المكيّس.
قال: أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: أخبرنا أبو هلال عن غالب عن بكر قال: لمّا ذهب به إلى القضاء قال: إنى سأخبرك عنى الآن بخير فتنظر، والله الذى لا إله إلّا هو ما لى علم بالقضاء، فإن كنتُ صادقًا فما ينبغى لك أن تستعملنى، وإن كنتُ كاذبًا فما ينبغى لك أن تستعمل كاذبًا.
قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: حدّثنا معتمر قال: حدّثنا حُميد الطويل عن بكر قال: إنى لأرجو أن أعيش عيش الأغنياء وأموت موت الفقراء، قال: وكان كذلك يلبس كسوته ثمّ يجئ إلى المساكين فيجلس معهم يحدِّثهم، قال: ويقول إنّهم يفرحون بذاك.
قال: أخبرنا عفّان بن مسلم قال: حدّثنا معتمر قال: سمعتُ أبى يذكر أنّ بكر بن عبد الله كانت قيمة كسوته أربعة آلاف وكانت أمّه ذات ميسرة، وكان لها زوج كثير المال، وكان يكره أن يردّ عليها شيئًا.
قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدّثنا عُبيد الله بن عمرو عن كلثوم بن جَوْشَن قال: اشترى بكر بن عبد الله طيلسانًا بأربعمائة درهم فأراد الخيّاط أن يقطعه فذهب ليذرّ عليه ترابًا فقال له بكر: كما أنت، فأمر بكافور فسحق ثمّ ذرّه عليه.
قال: أخبرنا عمرو بن عاصم قال: حدّثنا عُتبة بن عبد الله العنبرىّ قال: سمعتُ بكر بن عبد الله المُزَنىّ يقول في دعائه: أصبحتُ لا أملك ما أرجو
(١) وَدَاع: كذا في ث، ومثله في المشتبه. وفى ل "وادِع".