الطَّبَقَةُ الثَّالثة
٣٩٦٧ - قَتَادَةَ بن دِعَامة السَّدُوسِىّ
وكان يُكنى أبا الخطّاب، وكان ثقة مأمونًا حجّة في الحديث، وكان يقول بشئ من القدر.
أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابىّ قال: حدّثنا أبو هلال قال: سمعتُ قتادة يقول: الحفظ في الصِّغَر كالنَّقْش في الحَجَر.
وقال عبد الصمد بن عبد الوارث: حدّثنا أبو هلال قال: سألت قتادة عن مسألة فقال: لا أدرى، فقلت: قل برأيك، قال: ما قلت برأيى منذ أربعين سنة، فقلت: ابن كم هو يومئذ؟ قال: ابن خمسين سنة (١).
وقال أبو داود الطيالسىّ عن شُعبة: كنتُ أعرف حديث قتادة ما سمع ممّا لم يسمع، فإذا جاء ما سمع قال: حدّثنا أنس بن مالك، وحدّثنا الحسن، وحدّثنا سعيد، وحدّثنا مطرّف، وإذا جاء ما لم يسمع كان يقول: قال سعيد بن جُبير وقال أبو قلابة.
وقال عبد الرزّاق عن مَعْمَر قال: قال قتادة: جالستُ الحسن اثنتى عشرة سنة أصلّى معه الصبح ثلاث سنين قال: ومِثلى أخذ عن مثله.
قال معمر: وقال قتادة: إذا أعدتَ الحديث في المجلس أذهبتَ نوره، قال: وما أعدتُ على أحد، يعنى ممّن أسمع منه.
قال مَعْمَر: وقال قَتَادَةُ لسعيد بن أبى عَرُوبَة: يا أبا النضر خُذِ المصحف، قال: فعرض عليه سورة البقرة فلم يُخْطِ منها حرفًا واحدًا، قال: فقال يا أبا النضر أحكَمْتُ؟ قال: نعم، قال: لأنا لصحيفة جابر بن عبد الله أحفظُ منى لسورة البقرة، قال: وكانت قُرئت عليه (٢).
٣٩٦٧ - من مصادر ترجمته: تهذيب الكمال ج ٢٣ ص ٤٨٩، وسير أعلام النبلاء ج ٥ ص ٢٦٩.
(١) المزى ج ٢٣ ص ٥٠٩.
(٢) أورده المزى ج ٢٣ ص ٥٠٨.