حمص فإذا فيه نحو من ثلاثين كَهْلًا من أصحاب النّبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وإذا فيهم شابّ أكْحل العينين برّاقُ الثنايا ساكت لا يتكلّم فإذا امترى القوم فى شئ أقبلوا عليه فسألوه، فقلتُ لجليس لى: مَنْ هذا؟ قال: مُعاذ بن جَبَل.
أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا أيّوب بن النعمان عن أبيه عن قومه قال: وحدّثنا إسحاق بن خارجة بن عبد الله بن كعب بن مالك عن أبيه عن جدّه قالوا: كان مُعاذ بن جَبَل رجلًا طويلًا أبيض حسن الثغر عظيم العينين مجموع الحاجبين جعدًا قَطَطًا، شهد بدرًا وهو ابن عشرين سنة أو إحدى وعشرين سنة، وخرج إلى اليمن بعد أن غزا مع رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، تبوكا وهو ابن ثمان وعشرين سنة، وتوفى فى طاعون عمواس بالشأم فى ناحية الأردنّ سنة ثمانى عشرة فى خلافة عمر بن الخَطَّاب وهو ابن ثمان وثلاثين سنة، وليس له عقب.
أخبرنا ابن مسلم قال: حدّثنا حَمّاد بن سلمة عن عليّ بن زيد عن سعيد بن المسيّب قال: رُفع عيسى، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة ومات مُعاذ وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة (١).
أخبرنا عليّ بن المتوكّل عن ضمرة عن عثمان بن عطاء عن أبيه قال: قبر معاذ، رضى الله عنه، بقُصير خالد من عمل دمشق.
* * *
٤٥٢٥ - سعد بن عُبادة بن دُلَيم بن حارثة
ابن أبى حَزيمة بن ثعلبة بن طَريف بن الخزرج بن ساعدة من الأنصار، ويكنى أبا ثابت، وأمّه عمرة بنت مسعود بن قيس بن عمرو بن زيد مناة بن عديّ بن عمرو بن مالك بن النجّار، وهو ابن خالة مسعود بن زيد الأشهليّ من أهل بدر، وكان سعد بن عُبادة فى الجاهليّة يكتب بالعربيّة ويحسن العوم والرمى، وكان من أحسن ذلك سُمّى الكامل.
وشهد سعد العقبة مع السبعين من الأنصار، وكان أحد النقباء الاثنى عشر،
(١) سير أعلام النبلاء ج ١ ص ٤٦٠.
٤٥٢٥ - من مصادر ترجمته: أسد الغابة ج ٢ ص ٣٥٦ كما ترجم له المصنف فى طبقات البدريين من الأنصار.