قال محمّد بن عمر: فى روايتنا أنّ رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قُبض والضّحّاك بن قيس غلام لم يبلغ، وفى رواية غيره أنّه أدرك النّبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وسمع منه.
أخبرنا عفّان بن مسلم قال: حدّثنا حَمّاد بن سلمة قال: أخبرنا عليّ بن زيد عن الحسن أنّ الضّحّاك بن قيس كتب إلى قيس بن الهيثم حين مات يزيد بن معاوية: سلام عليك، أمّا بعد فإنّى سمعتُ رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يقول إِنَّ بين يدى الساعة فِتَنًا كَقِطَعِ الدّخان يَمُوتُ فيها قَلْبُ الرّجلِ كما يموتُ بَدَنُه، يُصْبحُ الرّجلُ مؤمنًا ويُمسى كافرًا، ويُمسى مؤمنًا ويصبح كافرًا، يَبيعُ أقْوامٌ خَلاقَهم ودينَهم بعَرَض من الدنيا، وإنّ يزيد بن معاوية مات وأنتم إخواننا وأشقّاؤنا فلا تَسْبِقُونا حتّى نختار لأنْفُسِنا (١).
قال محمّد بن عمر: لمّا مات معاوية بن يزيد بن معاوية واختلف النّاس بالشأم دعا الضّحّاك بن قيس لعبد الله بن الزّبير، وكتب إليه عبد الله بن الزّبير بولايته على الشأم، وبُويع لمروان بن الحكم فسار إليه فالتقوا بمرج راهط فاقتتلوا فقُتل الضّحّاك بن قيس بمرج راهط للنصف من ذى الحجّة سنة أربع وستّين.
* * *
٤٥٥٦ - قَبَاث (٢) بن أَشْيَمَ
ابن عامر بن الملوَّح بن يعمر وهو الشُّدّاخ بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، شهد بدرًا مع المشركين، وكان له فيها ذكر، ثمّ أسلم بعد ذلك وشهد مع النّبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بعض المشاهد، وكان على مجنّبة أبى عُبيدة بن الجرّاح يوم اليرموك، ونزل الشأم بعد ذلك، وروى عنه.
أخبرنا سليمان بن عبد الرّحمن الدمشقيّ قال: حدّثنا محمّد بن شُعيب قال: أخبرنى أبو خالد الرّحبيّ، يعنى ثور بن يزيد، عن ابن سيف الكَلاعيّ عن عبد الرّحمن بن زياد عن قباث بن أشيم اللّيثيّ أنّ رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قال: صلاةُ
(١) أسد الغابة ج ٣ ص ٥٠، وسير أعلام النبلاء ج ٣ ص ٢٤٢.
٤٥٥٦ - من مصادر ترجمته: تهذيب الكمال ج ٢٣ ص ٤٦٦.
(٢) قباث: بفتح القاف والموحدة الخفيفة ثم الثاء المثلثة، قيده صاحب التقريب.