رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقال: مَا هَذا الخَاتمُ فى يَدِكَ يا عَمرو؟ قال: هذه حَلْقَةٌ يا رسول الله، قال: فَما نَقْشُها؟ قال: محمّد رسول الله، قال: فأخذه رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فتختمه فكان فى يده حتى قُبض، ثُمّ فى يد أبى بكر حتى قبض، ثمّ فى يد عمر حتى قبض، ثمّ لَبِسَه عثمان، فبينا هو يَحْفِرُ بئرًا لأهل المدينة، يقال لها بئر أريس، فبينا هو جالس على شفتِها يأمر بحفرها سقط الخاتم فى البئر، وكان عثمان يُكثرُ إخراج خاتمه من يده وإدخاله، فالتمسوه فلم يقدروا عليه (١).
* * *
ذكر نقش خاتم رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
أخبرنا عبد الله بن إدريس الأوْدىّ، أخبرنا هشام عن ابن سيرين قال: كان فى خاتم رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: بسم الله محمّد رسول الله (٢).
أخبرنا محمّد بن عبد الله الأنصارى، حدّثنى أبى حدّثنى ثُمامة، أخبرنا أنس ابن مالك قال: كان خاتم النبىّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، نقشُه ثلاثة أسطر: محمّد رسول الله، محمّد فى سطر، ورسول فى سطر، والله فى سطر (٣).
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدىّ عن عبد العزيز بن صُهَيب عن أنس بن مالك قال: اصطنع رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، خاتمًا، فقال: إنا قَدِ اصْطعْنَا خاتِمًا وَنَقَشْنا فِيهِ نَقْشًا فَلا يَنْقُشْ عَلَيْه أحَدٌ (٤).
أخبرنا محمّد بن عبد الله الأنصارى وعبد الوهّاب بن عطاء العجلى قالا: حدّثنا ابن جُريج، أخبرنى الحسن بن مسلم عن طاوس قال قالت قريش للنبىّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إن النّاس هاهنا كأنّهم يريدون العَجَمَ لا يجرون عندهم كتابًا إِلَّا وعليه طابع، فكان هو الذى هاجَه على أن اتّخذ خاتمه، ونقش فيه: محمّد رسول الله، وقال: لا يَنْقُشْ أحَدٌ عَلى نَقْشِ خاتِمى.
(١) أورده النويرى ج ١٨ ص ٢٩١.
(٢) أورده الصالحى ج ٧ ص ٥٢٥ نقلًا عن ابن سعد.
(٣) الصالحى ج ٧ ص ٥٢٥.
(٤) الصالحى ج ٧ ص ٥٢٦ نقلًا عن ابن سعد.