أخبرنا كثير بن هشام، حدّثنا جعفر بن بُرْقان قال: حدّثنا يزيد بن الأصمّ قال: تلقّيت عائشة وهى مقبلة من مكّة أنا وابن طلحة بن عبيد الله، وهو ابن أختها، وقد كنّا وقعنا في حائط من حيطان المدينة فأصبنا منه فبلغها ذلك فأقبلت على ابن أختها تلومه وتعذله، ثمّ أقبلت عليّ فوعظتنى موعظة بليغة ثمّ قالت: أما علمت أنّ الله تبارك وتعالى ساقك حتى جعلك في بيت نبيّه؟ ذهبت والله ميمونة ورمى بحبلك على غاربك، أما إنّها كانت من أتقانا لله وأوصلنا للرحم (١).
أخبرنا كثير بن هشام، حدّثنا جعفر بن برقان، حدّثنا يزيد بن الأصمّ قال: كان مسواك ميمونة بنت الحارث زوج النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، منقعًا في ماء فإن شغلها عمل أو صلاة وإلّا أخذته فاستاكت به.
أخبرنا كثير بن هشام، حدّثنا جعفر بن برقان، حدّثنا يزيد بن الأصمّ أنّ ذا قرابة لميمونة دخل عليها فوجدت منه ريح شراب فقالت: لئن لم تخرج إلى المسلمين فيجلدوك، أو قالت يطهّروك، لا تدخل على بيتي أبدًا.
أخبرنا قبيصة بن عقبة، حدّثنا سفيان عن موسى بن أبي عائشة عن رجل عن ميمونة أنّها أبصرت حبّة رمّان في الأرض فأخذتها وقالت: إنّ الله لا يحبّ الفساد.
أخبرنا أحمد بن إسحاق الحضرمى، حدّثنا وهيب، حدّثنا إبراهيم بن عقبة عن كريب مولى ابن عبّاس قال: بعثنى ابن عبّاس أقود بعير ميمونة فلم أزل أسمعها تهلّ حتى رمت جمرة العقبة.
أخبرنا الفضل بن دُكين، حدّثنا عقبة بن وهب العامرى البكّائى قال: أخبرنا يزيد بن الأصمّ قال: رأيت أمّ المؤمنين ميمونة تحلق رأسها بعد رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فسألت عقبة لِمَ؟ فقال: أراه تبتل.
أخبرنا معن بن عيسى، حدّثنا مخرمة بن بكير عن أبيه عن بسر بن سعيد عن عبيد الله الخولانى وكان يكون في حجر ميمونة أنّه كان يرى ميمونة تصلّى في الدرع والخمار وليس عليها إزار.
(١) أورده ابن حجر في الإصابة ج ٨ ص ١٢٨ نقلا عن ابن سعد.