أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا مَعْمَر عن أبي عثمان عن أنس عن النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، مثله.
أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنى موسى بن عبيدة عن ابن كعب قال: كان رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، إذا نهض إلى بيته بادروه فأخذوا المجالس فلا يُعرف ذلك في وجه رسول الله ولا يبسط يده إلى الطعام استحياء منهم، فعوتبوا في ذلك فأنزل الله: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ} الأحزاب: ٥٣ قوله ناظرين إناه، يعنى إناة الطعام.
أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا معمر ومحمد عن الزُّهْرِيّ عن عروة عن عائشة قالت: كان أزواج رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يخرجن بالليل إلى حوائجهنّ بالمَنَاصع (١). فكان عمر يقول لرسول الله: احجب نساءك. فلم يكن يفعل. فخرجت سَوْدَةُ ليلة من الليالى، وكانت امرأة طويلة، فناداها عمر بصوته الأعلى: قد عرفناك يَا سَوْدَة. حرصًا على أن ينزل الحجاب.
أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا عبد الرحمن بن أَبِى الزِّنَاد ونافع عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: كنت أنا وَسَوْدَة بعدما ضُرب الحجاب خرجنا لحاجتنا عشاء فرآها عمر فعرفها. قالت عائشة: وكانت امرأة طويلة بائنة الطول فناداها عمر: إنك والله ما تخفين علينا يَا سَوْدَة. فرجعت إلى رسول الله فذكرت له ذلك، وفى يد رسول الله عرق يأكل منه، قالت: قال رسول الله قد أذن الله لكنّ أن تخرجن لحاجتكنّ.
أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا إسحاق بن يحيَى عن مجاهد عن ابن عبّاس قال: نزل حجاب نساء رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، في عمر أكل مع النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، طعامًا فأصابت يده بعض أيدى نساء النبيّ، فأمر بالحجاب.
(١) لدى ابن الأثير في النهاية (نصع) وفى حديث الإِفْك "وكان متبرز النساء بالمدينة قبل أن تُبْنى الكُنُف في الدور المَنَاصِعَ" وهى المواضع التى يُتَخَلَّى فيها لقضاء الحاجة، واحدها مَنْصَع، لأنه يُبْرَزُ إليها ويُظْهر.