يضربه ويقول: بَعيرٌ وَاحِدٌ يضلُّ منك! فجعل رسول الله يتبسّم ويقول: أَلَا تَروْن إلى هذا المُحْرم و ما يصنع؟ وما ينهاه رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (١).
أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا ابن أَبِى ذِئْب عن صالح مولى التَّوْأَمَة عن ابن عبّاس أن ناسًا اختلفوا في صيام النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يوم عرفة فقالت أمّ الفضل: أنا أعلم لكم على ذلك. فأرسلت إليه بعُسٍّ (٢) من لبن فشرب وهو يخطب.
أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنى أفلح بن حُمَيد، عن القاسم بن محمّد، عن عائشة، أنّ سَوْدَة بنت زَمْعَةَ استأذنت رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، في التقدّم مِنْ جَمْعٍ (٣) قبل حَطْمَة (٤) الناس، وكانت امرأة ثَبِطَةً (٥)، فأذن لها وحبس نساءه حتى دفعن بدفعته حين أصبح. قالت عائشة: فلأن أكون استأذنت رسول الله في التقدّم مِنْ جَمْعٍ كما استأذنته سَوْدَة بنت زَمْعَةَ أحبّ إليّ من مَفْرُوحٍ به (٦).
أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنى ابن أَبى سَبْرَةَ، عن إسحاق بن عبد الله، عن عِمْرَان بن أَبِى أَنَس، عن أُمّه قالت: لقد تقدّمت مع سَوْدَةَ زوج النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، في حجّته، تعنى النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فَرَمينا قبل الفجر (٧).
أخبرنا محمد بن عمر، حدّثنا ابن أَبِى ذِئب، عن شُعبة قال: سمعت ابن عبّاس قال: بعثنى رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، مع أهله فَرَمَوْا الجَمْرَة قبل الفجر (٨).
أخبرنا عبد الله بن وهب المصرى، عن عَمرو بن الحارث، عن عَمرو بن دِينار، عن ابن عبّاس قال: كنت فيمن قدّم رسول الله مع ضَعَفَةِ أهله من المزدلفة إلى مِنى.
(١) أورده الواقدى في المغازى ج ٣ ص ١٠٩٤ وما بين الحاصرتين منه.
(٢) العِسَاس: الأقداح العِظام، الواحد عُسّ (القاموس: ع س س).
(٣) ر: في جمع.
(٤) أى قبل أن يزدحموا أو يحطم بعضهم بعضا (النهاية).
(٥) امرأة ثبطة: ثقيلة بطيئة (النهاية).
(٦) أورده الواقدى في المغازى ج ٣ ص ١١٠٦ بسنده ونصه. وتحرف فيه: سودة بنت زمعة إلى: سودة بنت ربيعة. كما تحرف فيه: من مفروح به -بالحاء المهملة-، إلى: مفروج به -بالجيم المعجمة-.
(٧) أورده الواقدى في المغازى بسنده ونصه ج ٣ ص ١١٠٦.
(٨) أورده الواقدى في المغازى بسنده ونصه ج ٣ ص ١١٠٧.