هذا رسول الله لأحبّه. فذكر حبّه ما ولدت أمّ أيمن، وكانت حاضنة النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (١).
أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدى، حدّثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال: لما قُبض النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بكت أمّ أيمن فقيل لها: ما يُبْكيك؟ فقالت: أبكى على خبر السماء.
أخبرنا عفّان بن مسلم، حدّثنا حمّاد، عن ثابت، عن أنس، أنّ أمّ أيمن بكت حين مات النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقيل لها: أتبكين؟ فقالت: أى والله لقد علمت أنّ رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، سيموت ولكنى إنّما أبكى على الوحى إذا انقطع عنّا من السماء (٢).
أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدى وقبيصة بن عقبة قالا: حدّثنا سفيان، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب قال: لما قُتل عُمَرُ بكت أمّ أيمن قالت: اليوم وَهَى الإسلامُ. قال قبيصة في حديثه: وبكت أمّ أيمن حين قُبض النبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقيل لها فقالت: إنّما أبكى على خبر السماء (٣).
قال قبيصة: كان سفيان إذا جاء بحديث جعفر ذكر هذا فيه وإذا جاء بحديث طارق ذكر هذا فيه فكنّا نقول: سفيان لا يحفظ هذا في أيّ حديث هو.
قال محمد بن عمر: تُوفّيت أمّ أيمن في أوّل خلافة عثمان (٤).
أخبرنا محمد بن عمر قال: خاصم ابن أبى الفرات مولى أُسامة بن زيد الحسن بن أُسامة بن زيد ونازعه فقال له ابن أبى الفرات في كلامه: يابن بركة، يريد أمّ أيمن. فقال الحسن: اشهدوا. ورفعه إلى أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وهو يومئذٍ قاضى المدينة، أو والٍ لعمر بن عبد العزيز، وقصّ عليه قصّته، فقال أبو بكر لابن الفرات: ما أردت إلى قولك يابن بركة؟ قال: سمّيتها باسمها. قال أبو بكر: إنّما أردت بهذا التصغير بها وحالها من الإسلام حالها ورسول الله يقول لها يا أمّه ويا أمّ أيمن، لا أقالنى الله إن أقلتك. فضربه سبعين سوطًا.
(١) الذهبى في السير ج ٢ ص ٢٢٦.
(٢) الذهبى في السير ج ٢ ص ٢٢٦.
(٣) الذهبى في السير ج ٢ ص ٢٢٦.
(٤) الذهبى في السير ج ٢ ص ٢٢٧.