قَبَضَهَا مِنْ جَمِيعِ الأَرْضِ فَجَاءَ بَنُو آدَمَ عَلَى قَدْرِ الأَرْضِ، جَاءَ مِنْهُمُ الأَحْمَرُ والأَبْيَضُ وَالأَسْوَدُ وبَيْنَ ذلكَ والسّهْلُ وَالحَزْنُ والخَبِيثُ والطيّبُ (١).
قال: أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابى، أخبرنا المعتمر بن سليمان عن عاصم الأحول عن أبى قُلابة قال: خُلق آدم من أديم الأرض كلّها من أسودها وأحمرها وأبيضها وحَزْنها وسهلها. قال: وقال الحسن مثله: وخُلق جُؤجؤه من ضَريّة.
قال: أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قَطَن، أخبرنا شعبة عن أبى حصين عن سعيد بن جبير قال: إنّما سمى آدم لأنّه خُلق من أديم الأرض وإنّمَا سمى إنسانًا لأنّه نسى.
قال: أخبرنا حسين بن حسن الأشقر (٢). أخبرنا يعقوب بن عبد الله القُمّى عن جعفر، يعنى ابن أبى المُغيرة، عن سعيد بن جبير عن ابن مسعود قال: إنّ الله بعثَ إبليس فأخذ من أديم الأرض من عَذْبها ومِلْحها، فخلق منها آدم، فكلّ شئ خلقه من عذبها فهو صائر إلى الجنّة وإن كان ابن كافر، وكلّ شئ خلقه من مِلحها فهو صائر إلى النّار وإن كان ابن تَقِىّ، قال فمِنْ ثَمّ قال إبليس: {أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا} سورة الإسراء: ٦١ لأنّه جاء بالطينة، قال فسُمى آدم، لأنه خُلق من أديم الأرض.
قال: أخبرنا الحسن بن موسى الأشيب ويونس بن محمد المؤدب قالا: أخبرنا حمّاد بن سلمة عن ثابت البُنَانى عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: إنّ الله لمّا صَوّرَ آدَمَ تَرَكَهُ مَا شَاءَ أَنْ يَتْرُكَهُ فَجَعَلَ إبْليسُ يُطِيفُ بهِ، فلمّا رَآهُ أجْوَفَ عَرَفَ أنّهُ خَلْقٌ لا يَتَمَالَك (٣).
قال: أخبرنا معاذ بن معاذ العنبرى، أخبرنا سليمان التيمى، أخبرنا أبو عثمان النَّهْدِى عن سَلمان الفارسىّ أن ابن مسعود قال: خَمّر الله طينة آدم أربعين ليلة،
(١) أورده السيوطى فى الجامع الصغير ج ١ ص ٧٠ ورمز له بالصحة.
(٢) ل: الأشقرى: وهو خطأ صوابه من: م والخلاصة والتقريب واللباب وتحرف الأشقر فى طبعتى إحسان وعطا إلى "الأشقرى".
(٣) أخرجه مسلم فى صحيحه كتاب البر والصلة، باب خلق الإنسان خلقا لا يتمالك ج ٢ ص ٤٤٠ - وعن أنس.