أخبرنا كثير بن هشام، أخبرنا جعفر بن بُرْقان، أخبرنا يزيد، يعنى ابن الأصمّ، قال: لمّا كشَفَ اللهُ الأحزاب ورجع النبىّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، إلى بيته فأخذ يغسل رأسه أتاه جبريل، عليه السلام، فقال: عَفَا الله عنك! وضعتَ السّلاحَ ولم تَضَعه ملائكَةُ الله، ائتنا عند حصن بنى قُريظة: فنادى رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فى النّاس أن ائتُوا حصنَ بنى قُريظة. ثمّ اغتسل رَسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. فأتاهم عند الحصن.
أخبرنا مالك بن إسماعيل أبو غسّان النّهدى، أخبرنا جُويرية بن أسماء عن نافع عن ابن عمر أنّ الأحزاب لمّا انصرفوا نادى فيهم، يعنى النبىّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: لا يصلين أحدٌ الظُّهر إلّا فى بنى قُريظة: فتخوّف ناسٌ فَوْتَ الصّلاةِ فصَلُّوا وقال آخرون: لا نُصلّى إلّا حيث أمرنا رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وإن فاتَ الوقت، قال: فما عنف رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، واحدًا من الفريقين.
أخبرنا شهاب بن عَبّاد العَبدى، أخبرنا إبراهيم بن حُميد الرّؤاسىّ عن إسماعيل بن أبى خالد عن البَهىّ (١) وغيره أن النبىّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، لمّا أتى قُريظة ركب على حمار عُرْىٍ والنّاس يمشون.
أخبرنا موسى بن إسماعيل، أخبرنا جرير بن حازم عن حُميد عن أنس بن مالك قال: كأنّى أنظر إلى الغُبار ساطعًا فى زُقاق بنى غَنم موكب جبريل، عليه السلام، حين سار رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، إلى بنى قُريظة.
أخبرنا الفضل بن دُكين، أخبرنا عبد العزيز بن أبى سَلمة أخبرنى عمّى الماجشُون قال: جاء جبريل، عليه السلام، إلى رسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يوم الأحزاب على فرس عليه عمامةٌ سوداء قد أرخاها بين كتفيه، على ثناياه الغُبارُ وتحته قطيفةٌ حمراء، فقال: أوَضَعْتَ السّلاحَ قبل أن نضَعه؟ إنّ الله يأمرك أن تسير إلى بنى قُريظة.
أخبرنا عارم بن الفضل، أخبرنا حمّاد بن زيد عن يحيَى بن سعيد عن سعيد ابن المسيّب قال: حاصَر نبىّ الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بنى قُريظة أربع عشرة ليلة.
(١) البهى: لقب عبد الله بن يسار لبهائه.