قَدْ عَلمَتْ بَيْضاءُ تُلْهى العِرْسَا … لا تملأ اللجين منْهَا نَهْسَا
لأضْرِبَنّ اليَوْمَ ضَرْبًا وَعْسَا … ضَرْبَ المُذِيدِينَ المخَاضَ القُعْسا
فقاتل عنهنّ حتَّى أصعدهنّ الجبل فقال خالد: لا تتبعوهم.
أخبرنا العباس بن الفضل، أخبرنا سفيان بن عُيينة، حدّثنى عبد الملك بن نَوْفَل بن مُساحق القرشى عن عبد الله بن عصام المُزَنى عن أبيه قال: بعثَنا رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يوم بطن نخلة فقال: اقتلوا ما لم تسمعوا مؤذّنًا أو تَروا مسجدًا، إذ لحقنا رجلًا فقلنا له: كافرٌ أو مسلم؟ فقال: إن كنتُ كافرًا فَمَهْ! قلنا له: إن كنت كافرًا قتلناك! قال: دَعُونى أقضِ إلى النسوان حاجةً! قال: إذ دنا إلى امرأة منهنّ فقال لها: اسلَمى حُبَيْش عَلى نَفَد العيش!
أرَيْتَكِ (١) إذْ طالَبْتُكُمْ فَوَجَدْتُكم … بحَلْيَةَ أوْ أدْرَكْتُكُمْ بالخَوانقِ
أما كانَ أهْلًا أنْ يُنَوَّلَ عاشقٌ … تَكَلّفَ إدْلاجَ السُّرَى والوَدائقِ؟
فَلا ذَنْبَ لي قَدْ قُلتُ إذْ نحنُ جيرَةٌ … أَثِيبى بِوُدٍّ قَبْلَ إحْدى الصّفائقِ!
أَثِيبى بوُدٍّ قَبلَ أن تَشحَطَ النّوَى، … وَيَنْأى أميرى بالحبيبِ المُفارِقِ
فقالت: نعم حُيّيتَ عشرًا وسبعًا وِتْرا وثمانيًا تَتْرَى! قال: فقربناه فضربنا عنقه: قال: فجاءت فجعلت ترشفه حتى ماتت عليه! وقال سفيان: وإذا امرأة كثيرة النّحض، يعني اللحم.
* * *
غزوة رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، إلى حُنين (٢)
ثمّ غزوة رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، إلى حُنين وهي غزوة هَوازن فى شوّال سنة ثمان من مُهاجَر رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وحُنين وادٍ بينه وبين مكّة ثلاث ليال.
قالوا: لمّا فتح رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، مكّة مشت أشراف هَوازن وثقيف بعضها إلى بعض وحَشدوا وبَغوا، وجمع أمرَهم مالك بن عوف النّصرى، وهو يومئذ ابن
(١) انظر: ما ورد من الأبيات لدى ابن هشام ج ٤ ص ٤٣٣.
(٢) مغازي الواقدي ص ٨٨٥.