ففرّق أصحابَه فأتوا بنَهْب وغنائم ونساء وأطفال ونَعَم وشَاء وغير ذلك، وجعل عليّ على الغنائم بُريدة بن الحُصيب الأسْلَميّ، فجمع إليه ما أصابوا ثمّ لقى جَمْعهم فدعاهم إلى الإسلام فأبوا ورموا بالنّبْل والحجارة فصفّ أصحابه ودفع لواءه إلى مسعود بن سنان السُّلَمي، ثمّ حَمل عليهم عليّ بأصحابه فَقَتل منهم عشرين رجلًا فتفرقوا وانهزموا، فكَفَّ عن طلبهم ثمّ دعاهم إلى الإسلام فأسرعوا وأجابوا وبايعه نفرٌ من رؤساءهم على الإسلام وقالوا: نحن على مَن وراءنا من قومنا وهذه صَدقاتنا فخُذْ منها حقّ الله. وجمع عليّ الغنائم فجزأها على خمسة أجزاء فكتَب في سهم لله، وأقرَع عليها فخرج أوّل السهام سهم الخُمْس، وقسم عَليّ على أصحابه بقيّة المَغْنَم ثمّ قَفَل فوافَى النّبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بمكّة وقد قدمها للحجّ سنة عشر.
* * *
ذكر عُمْرة النّبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
أخبرنا هَوْذة بن خليفة وأحمد بن عبد الله بن يونس وشهاب بن عبّاد العبدى قالوا: أخبرنا داود بن عبد الرحمن العطّار عن عمرو بن دِينار عن عِكْرمة عن ابن عبّاس قال: اعتمر رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أربع عُمَر: عُمرة الحُديبية وهي عُمرة الحَصْر، وعمرة القَضاء من قابل، وعمرة الجِعِرَّانة، والرّابعة التي مع حجّته.
أخبرنا أحمد بن إسحق الحَضرمى، أخبرنا وُهيب، أخبرنا عبد الله بن عمر بن خُثيم عن سعيد بن جُبير: أنّ رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، اعتَمر عام الحُديبية في ذى القعدة واعتمر عامَ صالَح قريشًا في ذى القعدة واعتمرَ مرجعَه من الطائف في ذى القعدة من الجِعِرَّانَة.
أخبرنا حَجّاج بن نُصير، أخبرنا أبو بكر، يعني الهُذلى، عن عكرمة قال: اعتمر رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ثلاث عُمَر في ذى القعدة قبل أن يحجّ.
أخبرنا موسى بن داود الضبّي قال: أخبرنا عبد الله بن المؤمّل عن ابن أبي مُليكة قال: اعتمر النّبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أربع عُمَر كلّها في ذى القعدة.
أخبرنا الفضل بن دُكين، أخبرنا زكريّاء بن أبي زائدة عن عامر قال: لم يعتمر رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، عُمرةً إلّا في ذى القعدة.