أخبرنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا يحيَى بن سعيد عن إسماعيل بن أبي حكيم عن عُمر بن عبد العزيز وأخبرنا مَعْن بن عيسى، أخبرنا مالك بن أنس عن إسماعيل بن أبي حَكيم أنّه سَمِع عُمَر بن عبد العزيز يقول: إنّ رسولَ الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قال في مَرَضه الّذي ماتَ فيه: قاتلَ الله اليهودَ والنَّصارى! اتّخذوا قبورَ أنبيائهم مساجدَ، لا يبقينّ دينانِ بأرض العرب.
أخبرنا مَعْن بن عيسى، أخبرنا مالك بن أنس عن زَيْد بن أسْلَم عن عطاء بن يَسار: أنّ رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قال: اللهمّ لا تَجعلْ قبري وَثَنًا يُعْبَدُ! اشتدّ غضبُ الله على قومٍ اتّخذوا قبورَ أنبيائهم مساجد!
أخبرنا مسلم بن إبراهيم وأبو هشام المخزومي قالا: أخبرنا أبو عَوانة عن هلال بن أبي حُمَيد الوزّان عن عُروة عن عائشة قالت: قال رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، في مرضه الّذي لم يَقُمْ منه: لَعَنَ الله اليهودَ والنّصارَى! فإنّهم اتّخذوا قبورَ أنبيائهم مساجد، فلولا ذلك لم يزوروا قبره، ولكنّه خشى أن يُتّخذ مَسجدًا.
أخبرنا عبد الوهّاب بن عَطاء قال: أخبرنا عوف عن الحسن قال: ائتمروا أن يدفنوه، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، في المسجد فقالت عائشة: إنّ رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، كان واضعًا رأسَه في حِجْرى إذ قال قَاتَلَ الله أقْوَامًا اتّخذوا قبورَ أنبيائهم مساجد، واجتمع رأيهم أن يدفنوه حيثُ قُبض في بيت عائشة.
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس، أخبرنا أبو بكر بن عَيَّاش عن أبي المهلّب عن عُبيد الله بن زَحْر (١) عن عليّ بن يزيد عن القاسم عن أبي أُمامة عن كعب بن مالك قال: إنّ أحدث عهدى بنبيّكم، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، قبْل وفاته بخمس فسمعتُه يقول: إنّه مَن كَان قَبلَكم اتّخذوا بيوتهم قبورًا، ألا وإنّى أنهاكم عن ذلك! ألا هل بلّغتُ؟ اللهمّ اشهد، اللهمّ اشهد!
أخبرنا عُبيد الله بن موسى عن شَيْبَان عن الأعْمش عن جامع بن شَدّاد عن كُلثوم عن أسامة بن زَيد قال: دخلنا على رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، نعوده وهو مريض فوجدناه قائمًا قد غَطّى وجهه بِبُرْدٍ عَدَنِيّ فكَشَف عن وجهه فقال: لَعَنَ الله اليهود! يحرّمون الشّحوم ويأكلون أثمانها.
(١) بفتح الزاي وسكون المهملة قيده صاحب التقريب.