أخبرنا عارم بن الفضل، أخبرنا حمّاد بن زيد عن مُعمر عن الزّهريّ قال: وَلىَ غسلَ النّبيّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وجَنّهُ العبّاسُ وعليّ بن أبي طالب والفضلُ وصالحٌ مولى رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
أخبرنا عبد الصّمَد بن النعمان البزّاز قال: أخبرنا كَيْسان أبو عمر القصّار عن مولاه يزيد بن بلال قال قال عليّ: أوصى النّبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ألّا يغسله أحدٌ غيرى فإنّه لا يرى أحدٌ عَوْرتى إلّا طُمِسَت عيناه، قال عليّ: فكان الفضل وأسامة يناولانى الماءَ من وراء السّتر وهما مَعْصُوبَا العين، قال عليّ: فما تناولتُ عضوًا إلّا كأنّما يُقَلّبُه معي ثلاثون رجلًا حتى فرغتُ من غسله (١).
أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثني عبد الله بن محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب عن أبيه عن جدّه عن عليّ بن أبي طالب قال: لمّا أخذنا في جهاز رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أغلقنا البابَ دون النّاس جميعًا فنادَت الأنصار: نحن أخواله ومَكانُنا من الإسلام مكاننا! ونادت قُريشٌ: نحن عُصْبَتُه! فصاح أبو بكر: يا معشر المسلمين كلّ قوم أحقّ بجنازتهم من غيرهم، فنَنْشُدُكم الله فإنّكم إن دخلتم أخّرتموهم عنه، واللهِ لا يَدخل عليه أحدٌ إلّا من دُعِى (٢).
أخبرنا محمّد بن عمر قال: فحدّثنى عمر بن محمّد بن عمر عن أبيه عن عليّ بن حُسين قال: نادت الأنصار إنّ لنا حقًّا فإنّما هو ابن أختنا ومكاننا من الإسلام مكاننا، وطلبوا إلى أبى بكر فقال: القوم أولى به فاطلبوا إلى عليّ وعبّاس فإنّه لا يدخل عليهم إلّا من أرادوا.
أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثني محمّد بن عبد الله عن الزّهريّ عن عبد الله بن ثَعْلَبة بن صُعير قال: غَسل النّبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، عليٌّ والفضل وأسامة بن زيد وشُقْران ووَلىَ غسل سَفِلَتِه عليّ والفضل محتضنه وكان العبّاس وأسامة بن زيد وشقران يصبّون الماء.
أخبرنا محمّد بن عمر، حدّثني محمّد بن عبد الله عن الزّهريّ عن سعيد بن المسيّب قال: غسل النّبيَّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، عليٌّ وكفّنه أربعةٌ: عليّ والعبّاس والفضل وشقران.
(١) أورده النويرى ج ١٨ ص ٣٨٩ نقلا عن ابن سعد.
(٢) أورده النويرى ج ١٨ ص ٣٩٠ نقلا عن ابن سعد.