جميعًا: فنظرتُ إليه وقد اغْرَوْرَقَتْ عَيْنَا النّبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وقال: مَنْ سَرّه أن يقرأ القرآن غَضًّا كما (١) نزل فَلْيَقْرأهُ قَراءةَ ابن أمّ عبد.
أخبرنا عبد الله بن نُمير، أخبرنا الأعمش عن مسلم بن صُبيح عن مسروق قال: لقد جالستُ أصحابَ محمّد، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فوجدتهم كالإخاذِ (٢)، فالإخاذُ يُرْوِى الرجلَ والإخاذُ يُرْوِى الرّجُلين والإخاذُ يُرْوى العشرة والإخاذُ يُرْوى المائةَ والإخاذُ لو نزَلَ به أهلُ الأرض لأصْدَرَهُم، فوجدتُ عبد الله بن مسعود من ذلك الإخاذِ.
أخبرنا عفّان بن مسلم، أخبرنا عبد الواحد بن زياد، أخبرنا سليمان الأعمش عن مالك بن الحارث عن أبي الأحوص قال: كان نَفَرٌ من أصحاب النّبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، أوْ قال عِدّةٌ من أصحاب النّبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، في دار أبى موسى يعرضون مصحفًا قال: فقام عبد الله فخرج فقال أبو مسعود هذا أعلمُ مَنْ بَقِىَ بما أنزل اللهُ على محمّد، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: وفى مَوْضِعٍ آخَرَ قال: فقال أبو موسى: إنْ يكنْ كذلك فقد كان يُؤذن له إذا حُجبنا ويشهد إذا غبنا.
أخبرنا وكيع بن الجرّاح عن إسماعيل بن أبي خالد عن أبي عمرو الشيبانيّ قال: قال أبو موسى الأشعريّ لا تسألونى ما دام هذا الحبْرُ فيكم، يعني ابن مسعود.
أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسيّ، أخبرنا شَريك عن أبي حصين عن أبي عَطيّة الهمْدانى قال: كنتُ جالسًا عند عبد الله بن مسعود فأتاه رجلٌ فسأل عن مسألةٍ فقال: هل سألتَ عنها أحدًا غيرى؟ قال: نعم سألتُ أبا موسى، وأخبره بقوله، فخالفه عبدُ الله ثمّ قام فقال: لا تسألونى عن شئٍ وهذا الحبرُ بين أظْهُركم.
أخبرنا يحيى بن عبّاد، أخبرنا حمّاد بن سلمة عن عاصم بن بَهْدَلة عن زِرّ بن حُبيش عن ابن مسعود قال: أخذتُ من في رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، سبعين سورة لا ينازعنى فيها أحدٌ.
(١) لدى ابن الأثير في النهاية (غضض) وفيه "من سره أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليسمعه من ابن أم عَبْد" الغض: الطرى الذي لم يتغير، أراد طريقته في القراءة وهيأته فيها.
(٢) لدى ابن الأثير في النهاية (أخذ) ومنه حديث مسروق "جالست أصحاب رسول الله فوجدتهم كالإخاذ" هو مجتمع الماء.