معاذًا كان أمّةً قانتًا لله حنيفًا ولم يك من المشركين! قال فقال رجل: يا أبا عبد الرّحمن إنّ إبراهيم كان أمّةً قانتًا، وظنّ الرجل أنّ ابن مسعود أوْهَم، فقال ابن مسعود: هل تدرون ما الأمّة؟ قالوا: ما الأمّة؟ قال: الّذى يعلم النّاسَ الخيرَ، ثمّ قال: هل تدرون ما القانت؟ قالوا: لا، قال: القانت المطيع للهِ.
أخبرنا قبيصة بن عقبة، أخبرنا سفيان عن ثَوْر عن خالد بن مَعْدان قال: كان عبد الله بن عمرو يقول حَدثونا عن العاقلَين، فيُقال: من العاقلان؟ فيقول: معاذ وأبو الدرداء.
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس، أخبرنا أبو شهاب عن الأعمش قال: قال معاذ خُذ العِلْمَ أنّى أتَاكَ.
* * *
باب أهل العلم والفتوى من أصحاب رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-
أخبرنا محمّد بن عمر الأسلمى، أخبرنا جارية بن أبي عمران عن عبد الرّحمن بن القاسم عن أبيه: أنّ أبا بكر الصدّيق كان إذا نزل به أمرٌ يريد فيه مشاورة أهلِ الرأى وأهل الفقه ودعا رجالًا من المهاجرين والأنصار دعا عمر وعثمان وعليًّا وعبد الرّحمن بن عوف ومعاذ بن جبل وأُبيّ بن كعب وزيد بن ثابت، وكلّ هؤلاء كان يُفتى في خلافة أبى بكر، وإنّما تصير فَتْوَى النّاس إلى هؤلاء، فمضى أبو بكر على ذلك، ثمّ ولىَ عمر فكان يدعو هؤلاء النّفَر، وكانت الفتوى تصير وهو خليفة إلى عثمان وأُبَيٍّ وزيد.
أخبرنا محمّد بن عمر، أخبرنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سَبْرَة عن موسى بن مَيْسَرَة عن محمّد بن سَهل بن أبي حَثْمَةَ (١) عن أبيه قال: كان الّذين يُفتون على عهد رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ثلاثة نفر من المهاجرين وثلاثة من الأنصار: عمر وعثمان وعليّ، وأُبيّ بن كعب ومُعاذ بن جبل وزيد بن ثابت.
(١) في ل وطبعتى إحسان وعطا "خيثمة" تحريف صوابه من ت، ث وتحت حاء الكلمة فيهما علامة الإهمال للتأكيد، وانظر المزى ج ١٢ ص ١٧٧.