بين المهاجرين والأنصار، فلم تكن مؤاخاةٌ إلا قبل بدر، آخى بينهم على الحقّ والمؤاساة، فآخى رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بينه وبين علي بن أبي طالب.
قال: أخبرنا محمّد بن إسماعيل بن أبي فُديك عن عبد الله بن محمّد بن عمر بن عليّ عن أبيه أن النّبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، حين آخى بين أصحابه وضع يده على منكب عليّ ثم قال: أنت أخى تَرِثُنى وأرِثُكَ: فلمّا نزلت آية الميراث قَطعت ذاك.
قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا موسى بن محمّد بن إبراهيم عن أبيه، قال محمّد بن عمر: وأخبرنا عبد الله بن جعفر عن ابن أبي عون (١) وسعد بن إبراهيم، قال محمّد بن عمر: وأخبرنا محمّد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة قالوا: آخى رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بين علي بن أبي طالب وسهل بن حُنيف.
قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا موسى بن محمّد بن إبراهيم عن أبيه قال: كان عليّ بن أبي طالب يوم بدر معْلِمًا بصوفة بيضاء.
قال: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال: أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة أن علي بن أبي طالب كان صاحب لواء رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يوم بدر وفى كلّ مَشْهَد.
* * *
ذكر قول رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، لعليّ بن أبي طالب: أما تَرْضى أَن تكونَ منّى بمنزلة هارون من موسى إلا أنَّه لا نبيّ بعدى؟
قال قال محمّد بن عمر: وكان عليّ ممّن ثَبَتَ مع رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يوم أُحُدٍ حين انهزم النّاس، وبايعه على الموت، وبعثه رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، سريّة إلى بني سعد بفَدَك في مائة رجل، وكان معه إحدى رايات المهاجرين الثلاث يومَ فتْح مكّة، وبعثه سريّة إلى الفُلُس (٢) إلى طَيّئ، وبعثه إلى اليمن ولم يتخلّف عن رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، في غزوة غزاها إلا غزوة تبوك خَلّفه في أهله.
(١) ابن أبي عون: تحرف في طبعة إحسان وعطا والتحرير إلى "ابن عون".
(٢) كذا في (ل) وبهامشها: الصحيح لدى الشيخ محمد عبده "الفَلْس". وورد لدى ياقوت "الفُلس" بضم أوله، ويجوز أن يكون جمع "فَلْس" فهو علم مرتجل لاسم صنم، هكذا =