إلى القبلة فرفع يديه فقال: اللهمّ إنّى أستغفِرُك وأتوب إليك: ورفع النّاس أيديهم.
قال: أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسيّ من بنى عامر بن لؤيّ قال: أخبرنا إبراهيم بن سعد عن أبيه عن عمرو بن العاص أنه قال لعثمان: إنّك ركبتَ بنا نَهابيرَ وركبناها معك، فتُب يَتُب النّاسُ معك، فرفع عثمان يديه فقال: اللهمّ إنى أتوب إليك (١).
قال: أخبرنا شَبابة بن سَوّار الفزارى قال: وحدّثنى إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جدّه قال: سمعتُ عثمان بن عفّان يقول: إنْ وَجَدْتُم في كتاب الله أن تضعوا رجْلَيّ في قيود فضعوهما.
قال: أخبرنا عبد الله بن إدريس قال: أخبرنا هشام بن حسّان عن محمّد بن سيرين قال: جاء زيدُ بن ثابت إلى عثمان فقال: هذه الأنصار بالباب يقولون إنْ شِئْتَ كنّا أنصارًا لله مرّتين، قال فقال عثمان: أمّا القتال فلا.
قال: أخبرنا عبد الله بن إدريس قال: أخبرنا يحيَى بن سعيد عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: قال عثمان يوم الدّار: إنّ أعْظَمَكُمْ عَنّى غَناءً رجلٌ كَفّ يَدَه وسلاحه (٢).
قال: أخبرنا أبو معاوية الضرير قال: أخبرنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هُريرة قال: دخلتُ على عثمان يوم الدّار فقلتُ يا أمير المؤمنين طَابَ الضَّرْبُ! (٣) فقال: يا أبا هُريرة أيَسُرّكَ أنْ تَقْتُلَ النّاسَ جميعًا وإيّاىَ؟ قال: قلت لا، قال: فإنّك والله إن قتلتَ رجلًا واحدًا فكأنّما قَتَلْتَ (٤) النّاسَ جميعًا، قال: فرجعتُ ولم أقاتل.
(١) ابن عساكر: ترجمة عثمان ص ٣٥٩ نقلا عن ابن سعد.
(٢) أورده ابن عساكر في تاريخه: ترجمة عثمان ص ٤٠٢ نقلا عن ابن سعد.
(٣) رسمت هذه العبارة في طبعة ليدن والأصول الخطية على النحو التالى ". . . يا أمير المؤمنين، طَابٌ أمْ ضَرْبٌ؟ " وهي بهذه الصورة توحى بأنّ أَمْ حرف عطف، وليس كذلك. ولدى ابن الأثير في النهاية (طيب) موضحا، وفى حديث أبى هريرة "أنه دخل على عثمان وهو محصور. فقال: الآن طاب أمْضَرْبُ" أي حل القتال. أراد، طاب الضرب، فأبدَل لام التعريف ميما، وهي لغة معروفة.
ولدى ابن عساكر في تاريخه ترجمة عثمان ص ٤٠١ ". . . يا أمير المؤمنين، طاب الضرب! " ومثله لدى الذهبي في تاريخه: عهد الخلفاء الراشدين ص ٤٥٣. وقد اتبعت ما ورد بهذه المصادر.
(٤) في متن ل "قُتِلَ الناسُ" والمثبت رواية ت، ث مع الضبط فيهما ضبط قلم هكذا. وفى طبعتى إحسان وعطا "قُتِلَ الناسُ".