قال: أخبرنا وكيع بن الجرّاح والفضل بن دُكين عن سفيان عن أبي إسحاق عن أبي ليلى الكندى قال: جاء خبّاب بن الأرتّ إلى عمر فقال ادْنُهْ فما أحدٌ أحقّ بهذا المجلس منك إلّا عَمّارُ بن ياسر، فجعل خبّابٌ يُريه آثارًا في ظهره ممّا عذّبه المشركون.
قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس قال: أخبرنا حِبّان بن عليّ عن مجالد عن الشعبيّ قال: دخل خبّاب بن الأرتّ على عمر بن الخطّاب فأجلسه على مُتّكئه وقال: ما على الأرض أحدٌ أحقّ بهذا المجلس من هذا إلا رجل واحد، قال له خبّاب: من هو يا أمير المؤمنين؟ قال: بلالٌ، قال فقال له خبّاب: يا أمير المؤمنين ما هو بأحقّ منّى، إنّ بلالًا كان له في المشركين من يمنعه الله به ولم يكن لي أحدٌ يمنعنى، فلقد رأيتُنى يومًا أخذونى وأوقدوا لي نارًا ثمّ سلقونى فيها ثمّ وضع رجلٌ رِجْلَه على صدرى فما اتّقَيْتُ الأرض، أو قال بَرْدَ الأرض، إلا بظهرى، قال ثمّ كَشف عن ظهره فإذا هو قد بَرِصَ.
قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: حدّثني محمّد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة قال: لمّا هاجر خبّاب بن الأرتّ من مكّة إلى المدينة نزل على كلثوم بن الهِدْم.
قال: أخبرنا محمّد بن عمر قال: أخبرنا موسى بن يعقوب عن عمّته أنّ المقداد بن عمرو وخبّاب بن الأرتّ لمّا هاجرا إلى المدينة نزلا على كلثوم بن الهِدْم فلم يَبْرحا منزله حتى توفى قبل أن يخرج رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، إلى بدر بيَسير، فتحوّلا فنزلا على سعد بن عُبادة فلم يزالا عنده حتى فُتحت بنو قريظة.
قالوا: وآخى رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، بين خبّاب بن الأرتّ وجبر بن عَتيك، وشهد خبّاب بدرًا وأُحُدًا والخندق والمشاهد كلّها مع رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
قال: أخبرنا حجّاج بن محمّد عن يونس بن أبي إسحاق عن أبيه عن حارثة بن مُضَرِّب قال: دخلت على خبّاب بن الأرتّ أعوده وقد اكتوى سبع كيّات، قال: فسمعته يقول: لولا أنى سمعتُ رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يقول لا ينبغى لأحدٍ أن يتمنّى الموت لألْفانى قد تَمَنّيْتُه. وقد أُتى بكَفَنه قَباطيّ فبكى ثمّ قال: لكنّ حمزة عمّ النّبيّ، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، كُفّن في بُرْدة فإذا مُدّتْ على قدميه قَلصت عن رأسه وإذا مُدّت