شك الزنادقة في قوله: {رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا}
...
فذلك قوله:
{رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا} السجدة: ١٢ الآية.
فإذا أذن لهم في الكلام فتكلموا واختصموا، فذلك قوله: {ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} عند الحساب وإعطاء المظالم، ثم يقال لهم بعد ذلك.
{لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ} أي: عندي: {وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ} ق: ٢٨ فإن العذاب مع هذا القول كائن١.
وأما قوله: {وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وَجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا} الإسراء: ٩٧ .
وقال في آية أخرى: {وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ} الأعراف: ٥٠
فقالوا: كيف يكون هذا من الكلام المحكم؟
{وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وَجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا} .
ثم يقول في موضع آخر: إنه ينادي بعضهم بعضًا؟ فشكوا في القرآن من أجل تلك٢.
انظر: تفسير الطبري "٢٤٣/٢٩".
٢ قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: قوله تعالى: {وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وَجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا} الإسراء: ٩٧ الآية.
هذه الآية الكريمة يدل ظاهرها على أن الكفار يبعثون يوم القيامة عميًا وبكمًا وصمًّا، وقد جاءت آيات أُخر تدل على خلاف ذلك، كقوله تعالى: {أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنَا} مريم: ٣٨ وكقوله: {وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا} الكهف: ٥٣ =