٨٦٤ - حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ رَجَاءٍ قَالَ: نا ⦗٦٦٦⦘ أَبُو نَصْرٍ عِصْمَةُ قَالَ: نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْخَاقَانِيُّ , قَالَ: نا عُثْمَانُ بْنُ مَطَرٍ , عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ جَدَّانَ , أَنَّ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنَ زَيْدٍ , وَالْحَسَنَ , دَخَلَا الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَجَلَسَا , فَدَمِعَتْ عَيْنُ الْحَسَنِ , فَقَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ: يَا أَبَا سَعِيدٍ " مَا يُبْكِيكَ؟ فَقَالَ: أَرَى قَوْلًا , وَلَا أَرَى فِعْلًا , مَعْرِفَةٌ بِلَا يَقِينٍ , أَرَى رِجَالًا , وَلَا أَرَى عُقُولًا , أَسْمَعُ أَصْوَاتًا وَلَا أَرَى أَنَيِسًا , دَخَلُوا ثُمَّ خَرَجُوا , حَرَّمُوا ثُمَّ اسْتَحَلُّوا، عَرَفُوا ثُمَّ أَنْكَرُوا , وَإِنَّمَا دِينُ أَحَدِهِمْ لَعْقَةٌ عَلَى لِسَانِهِ , وَلَوْ سَأَلْتَهُ هَلْ يُؤْمِنُ بِيَوْمِ الْحِسَابِ , لَقَالَ: نَعَمْ , كَذَبَ , وَمَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ مَا هَذِهِ مِنْ أَخْلَاقِ الْمُؤْمِنِينَ , إِنَّ مِنْ أَخْلَاقِ الْمُؤْمِنِينَ قُوَّةً فِي الدِّينِ , وَحَزْمًا فِي لِينٍ , وَإِيمَانًا فِي يَقِينٍ , وَحِرْصًا فِي عِلْمٍ وَقَصْدًا فِي غِنًى , وَتَجَمُّلًا فِي فَاقَةٍ , وَرَحْمَةً لِلْمَجْهُودِ , وَعَطَاءً فِي حَقٍّ , وَنَهْيًا عَنْ شَهْوَةٍ , وَكَسْبًا فِي حَلَالٍ , وَتَحَرُّجًا عَنْ طَمَعٍ , وَنَشَاطًا فِي هُدًى , وَبِرًّا فِي اسْتِقَامَةٍ، لَا يَحِيفُ عَلَى مَنْ يُبْغِضُ , وَلَا يَأْثَمُ فِي الْحَبِّ , وَلَا يَدَّعِي مَا لَيْسَ لَهُ , وَلَا يُنَابِزُ بِالْأَلْقَابِ , وَلَا يَشْمَتُ بِالْمَصَائِبِ , وَلَا يَضُرُّ بِالْجَارِ , وَلَا يَهْمِزُ، فِي الصَّلَاةِ مُتَخَشِّعٌ , وَإِلَى الزَّكَاةِ مُتَسَرِّعٌ , إِنْ صَمَتَ لَمْ يَغُمَّهُ الصَّمْتُ , وَإِنْ ضَحِكَ لَمْ يَعْلُ صَوْتُهُ , فِي الزَّلَازِلِ وَقُورٌ , وَفِي الرَّخَاءِ شَكُورٌ , قَانِعٌ بِالَّذِي لَهُ، لَا يَجْمَحُ بِهِ الْغَيْظُ , وَلَا يَغْلِبُهُ الشُّحُّ , يُخَالِطُ النَّاسَ لِيَعْلَمَ , وَيَصْمُتُ لِيَسْلَمَ , وَيَنْطِقُ لِيَفْهَمَ , إِنْ كَانَ مَعَ الذَّاكِرِينَ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ , وَإِنْ كَانَ مَعَ الْغَافِلِينَ كُتِبَ مِنَ الذَّاكِرِينَ , وَإِنْ بُغِيَ عَلَيْهِ صَبَرَ , حَتَّى يَكُونَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي يَنْتَقِمُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ "