١٩١٤ - نا عَبْدُ الرَّزَّاقِ قَالَ: أرنا مَعْمَرٌ , عَنْ أَيُّوبَ , عَنِ ابْنِ سِيرِينَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ: مَرَّ إِبْرَاهِيمُ , وَسَارَةُ بِجَبَّارٍ مِنَ الْجَبَابِرَةِ , فَأُخْبِرَ الْجَبَّارُ بِهِمَا , فَأَرْسَلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ , فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ مَعَكَ؟ قَالَ: «أُخْتِي» , قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَلَمْ يَكْذِبْ إِبْرَاهِيمُ قَطُّ إِلَّا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مَرَّتَيْنِ فِي اللَّهِ , وَوَاحِدَةٍ فِي امْرَأَتِهِ , قَوْلُهُ: {إِنِّي سَقِيمٌ} الصافات: ٨٩ , وَقَوْلُهُ: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} الأنبياء: ٦٣ , وَقَوْلُهُ لِلْجَبَّارِ فِي امْرَأَتِهِ: «هِيَ أُخْتِي» , فَلَمَّا خَرَجَ مِنْ عِنْدِ الْجَبَّارِ دَخَلَ عَلَى سَارَةَ , فَقَالَ لَهَا: «إِنَّ الْجَبَّارَ سَأَلَنِي عَنْكِ فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّكَ أُخْتِي , وَأَنْتِ أُخْتِي فِي اللَّهِ , فَإِنْ سَأَلَكِ فَأَخْبِرِيهِ أَنَّكِ أُخْتِي» , فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا الْجَبَّارُ , فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ دَعَتِ اللَّهَ أَنْ يَكُفَّهُ عَنْهَا , قَالَ أَيُّوبُ فَضَبَثَتْ بِيَدِهِ فَأُخِذَ أَخْذَةً شَدِيدَةً فَعَاهَدَهَا لَئِنْ خُلِّيَ عَنْهُ لَا يَقْرَبُهَا , فَدَعَتِ اللَّهَ فَخُلِّيَ عَنْهُ , ثُمَّ هَمَّ الثَّانِيَةَ فَأُخِذَ أَخْذَةً أَشَدُّ مِنَ الْأُولَى فَعَاهَدَهَا أَيْضًا لَئِنْ خُلِّيَ عَنْهُ لَا يَقْرَبُهَا , فَدَعَتِ اللَّهَ فَخُلِّيَ عَنْهُ , ثُمَّ هَمَّ بِهَا الثَّالِثَةَ فَأُخِذَ أَخْذَةً هِيَ أَشَدَّ مِنَ الْأُولَيَيْنِ فَعَاهَدَهَا أَيْضًا لَئِنْ خُلِّيَ عَنْهُ لَا يَقْرَبُهَا فَدَعَتِ اللَّهَ فَخُلِّيَ عَنْهُ , فَقَالَ لِلَّذِي أَدْخَلَهَا عَلَيْهِ: أَخْرِجْهَا عَنِّي فَإِنَّكَ إِنَّمَا أَدْخَلْتَ عَلَيَّ شَيْطَانًا , وَلَمْ تُدْخِلْ عَلَيَّ إِنْسَانًا , وَأَخْدَمَهَا هَاجَرَ , فَرَجَعَتْ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ يُصَلِّي وَيَدْعُو اللَّهَ , فَقَالَتْ: أَبْشِرْ فَقَدْ كَفَّ اللَّهُ يَدَ الْفَاجِرِ الْكَافِرِ , وَأَخْدَمَ هَاجَرَ ثُمَّ صَارَتْ هَاجَرُ لِإِبْرَاهِيمَ بَعْدُ فَوَلَدَتْ لَهُ إِسْمَاعِيلَ , قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَتِلْكَ أُمُّكُمْ يَا بَنِي مَاءِ السَّمَاءِ فَكَانَتْ أَمَةً لِأُمِّ إِسْحَاقَ يَعْنِي الْعَرَبَ