٢٥٩٣ - قَالَ مَعْمَرٌ , وَقَالَ قَتَادَةُ: إِنَّ سُلَيْمَانَ قَالَ لِلشَّيَاطِينِ: إِنِّي قَدْ أُمِرْتُ أَنْ أَبْنِيَ مَسْجِدًا - يَعْنِي مَسْجِدَ بَيْتَ الْمَقْدِسِ - لَا أَسْمَعُ فِيهِ صَوْتَ مِنْقَارٍ وَلَا مِيشَارٍ , فَقَالَتْ لَهُ الشَّيَاطِينُ: إِنَّ فِي الْبَحْرِ شَيْطَانًا فَلَعَلَّكَ إِنْ قَدَرْتَ عَلَيْهِ أَنْ يُخْبِرُكَ بِذَلِكَ , وَكَانَ ذَلِكَ الشَّيْطَانُ يَرِدُ كُلَّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ عَيْنًا يَشْرَبُ مِنْهَا , فَعَمَدَتِ الشَّيَاطِينُ إِلَى تِلْكَ الْعَيْنِ فَنَزَحَتْهَا , ثُمَّ مَلَأَتْهَا خَمْرًا , فَجَاءَ ذَلِكَ الشَّيْطَانُ فَقَالَ إِنَّكِ لَطَيِّبَةُ الرِّيحِ وَلَكِنَّكَ تُسَفِّهِينَ الْحَلِيمَ , وَتَزِيدِينَ السَّفِيهَ سَفَهًا , ثُمَّ ذَهَبَ فَلَمْ يَشْرَبْ ثُمَّ أَدْرَكَهُ الْعَطَشُ , فَرَجَعَ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ , ثُمَّ إِنَّهُ كَرَعَ فَشَرِبَ فَسَكِرَ فَأَخَذُوهُ فَجَاءُوا بِهِ إِلَى سُلَيْمَانَ , فَأَرَاهُ سُلَيْمَانُ خَاتَمَهُ فَلَمَّا رَآهُ ذَلَّ لَهُ , وَكَانَ مُلْكُ سُلَيْمَانَ فِي خَاتَمِهِ , فَقَالَ سُلَيْمَانُ: إِنِّي قَدْ أُمِرْتُ أَنْ أَبْنِيَ مَسْجِدًا فَلَا أَسْمَعُ فِيهِ صَوْتَ مِنْقَارٍ وَلَا مِيشَارٍ , فَأَمَرَ الشَّيَاطِينَ بِزُجَاجَةٍ فَصُنِعَتْ لَهُ , ثُمَّ وَضِعَتْ عَلَى بَيْضِ الْهُدْهُدِ , فَجَاءَ الْهُدْهُدُ لِيَرْبُضَ عَلَى بَيْضِهِ فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَيْهِ , فَذَهَبَ فَقَالَ الشَّيْطَانُ: انْظُرُوا مَا يَأْتِي بِهِ الْهُدْهُدُ فَخُذُوهُ , فَجَاءَ بِالْمَاسِ فَوَضَعَهُ عَلَى الزُّجَاجَةِ فَفَلَقَهَا , فَأَخَذُوا الْمَاسَ فَجَعَلُوا يَقْطَعُونَ بِهِ الْحِجَارَةَ قَطْعًا حَتَّى بَنَى بَيْتَ الْمَقْدِسِ , قَالَ فَانْطَلَقَ سُلَيْمَانُ يَوْمًا إِلَى الْحَمَّامِ وَكَانَ قَدْ قَارَفَ بَعْضَ نِسَائِهِ فِي بَعْضِ الْمَاءِ ثُمَّ " قَالَ مَعْمَرٌ: لَا أَعْلَمُهُ إِلَّا قَالَ حَائِضًا , فَدَخَلَ الْحَمَّامَ فَوَضَعَ خَاتَمَهُ وَمَعَهُ ذَلِكَ الشَّيْطَانُ , فَلَمَّا دَخَلَ أَخَذَ ذَلِكَ الشَّيْطَانُ خَاتَمَهُ فَأَلْقَاهُ فِي الْبَحْرِ وَأُلْقِي عَلَى الشَّيْطَانِ شَبَهُ سُلَيْمَانَ فَخَرَجَ سُلَيْمَانُ , وَقَدْ ذَهَبَ مُلْكُهُ , وَكَانَ الشَّيْطَانُ يَجْلِسُ عَلَى سَرِيرِ سُلَيْمَانَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا فَاسْتَنْكَرَهُ صَحَابَةُ سُلَيْمَانَ , ⦗١١٩⦘ وَقَالُوا: لَقَدِ افْتُتِنَ سُلَيْمَانُ مِنْ تَهَاوُنِهِ بِالصَّلَاةِ , وَكَانَ ذَلِكَ الشَّيْطَانُ يَتَهَاوَنُ بِالصَّلَاةِ وَبِأَشْيَاءَ مِنْ أَمْرِ الدِّينِ , وَمِنَ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ مِنْ صَحَابَةِ سُلَيْمَانَ رَجُلٌ يُشَبَّهُ بِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ فِي الْجَلَدِ وَالْقُوَّةِ , فَقَالَ: إِنِّي سَائِلُهُ لَكُمْ , فَجَاءَ يَوْمًا فَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللَّهِ مَا تَقُولُ فِي أَحَدِنَا يُصِيبُ مِنَ امْرَأَتِهِ فِي اللَّيْلَةِ الْبَارِدَةِ , ثُمَّ يَنَامُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ لَا يَغْتَسِلُ وَلَا يُصَلِّي هَلْ تَرَى عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ بَأْسًا؟ قَالَ: لَا بَأْسَ عَلَيْهِ , فَرَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: قَدِ افْتُتِنَ سُلَيْمَانُ , قَالَ: فَبَيْنَمَا سُلَيْمَانُ ذَاهِبٌ فِي الْأَرْضِ إِذْ أَوَى إِلَى امْرَأَةٍ فَصَنَعَتْ لَهُ حُوتًا , أَوْ قَالَ فَجَاءَتْهُ بِحُوتٍ فَشَقَّتْ بَطْنَهُ فَرَأَى سُلَيْمَانُ خَاتَمَهُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ فَعَرَفَهُ , فَأَخَذَهُ فَلَبِسَهُ فَسَجَدَ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ لَقِيَهُ مِنْ طَيْرٍ , أَوْ دَابَّةٍ , أَوْ شَيْءٍ فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيْهِ مُلْكَهُ , " فَقَالَ عِنْدَ ذَلِكَ: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي} ص: ٣٥ قَالَ قَتَادَةُ: يَقُولُ لَا تَسْلُبْنِيهِ مَرَّةً أُخْرَى