الحجازِ وغيرهم (١)، و {تَذَكَّرُونَ}، و {تَذَّكَّرُونَ}.
* أهلُ الحجازِ يَجْمَعون الأَسِيرَ: {أُسَارَى}، وأهلُ نجدٍ أكثرُ كلامِهم: {أَسْرَى (٢)}، وهو أجودُ الوجهين في العربيةِ؛ لأنه بمنزلةِ قولِهم: جَرِيحٌ وجَرْحَى، وصَرِيعٌ وصَرْعَى.
* أهلُ الحجازِ يُثَقِّلون: {فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ}، وقولَه: {فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ}، إذا كانت فيه الواوُ والفاءُ واللامُ، مثلُ قولِه: {لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ}، وأهلُ نجدٍ يُخَفِّفون، والتخفيفُ أكثرُ في كلامِ العربِ، وقد قَرَأَتِ القُرَّاءُ بالوجهين. وإنما يُخَفَّفُ على مثلِ قولِهم: رَجْلٌ، لـ: رَجُلٍ، و: هَرْمٌ، لـ: هَرِمٍ.
ومثلُه: لامُ الأمرِ إذا كان قبلَها واوٌ أو فاءٌ، مثلُ قولِه: {وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ}، {فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ}، التخفيفُ أكثرُ من التثقيلِ، والتثقيلُ جائزٌ على الأصلِ.
وبنو أَسَدٍ يُسَكِّنون الياءَ والواوَ من «هِيَ» و «هُوَ» في الوصلِ والقطعِ، سمعتُها من بني دُبَيْرٍ وغيرِهم من بني أَسَدٍ، كما قال عَبِيدٌ (٣):
أَخْلَفَ مَا بَازِلًا سَدِيسُهَا ... لَا حِقَّةٌ هِيْ وَلَا نَيُوبُ
ولا يجوزُ التخفيفُ في لغة أَسَدٍ؛ لِئَلا يجتمعَ ساكنان.
(١) في النسخة: «وغَيْرِهم». ولعل هاهنا سقطًا.
(٢) في النسخة: «أَسَْرِيْ».
(٣) في النسخة: «عَبِيْدُ».