"الذي" في هذا البيت لانك لو قلت: "دعي ما الذي علمت" لم يكن كلاما. وقال أهل التأويل في قوله {مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُواْْ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ} لأن الكفار جَحَدوا أَنْ يكونَ ربهم أنزل شيئا فقالوا لهم: "ما تقولونَ أنتُم أساطيرُ الأوَّلينَ" أي: "الذي تقولونَ أَنْتُم أَساطيرُ الأولينَ" ليس على "أَنَزَلَ ربُّنا أساطيرَ الأولين". وهذا المعنى فيما نرى والله أعلم - كما قال {وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ} ٢٢٠ أي: فهم اخوانكم.
المعاني الواردة في آيات سورة (البقرة)
{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَآءَ فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}
قال {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ} وهو: الحَيْضُ. وإِنما أكثر الكلام في المصدر إِذا بني هكذا أَنْ يَرادَ به "المَفْعَل" نحو قولك: "ما في بُرِّكَ مَكَالٌ" أي: كَيْلٌ. وقد قيلت الأخرى أي: قيل "مَكِيلٌ" وهو مثل "مَحِيضٍ" من الفعل اذا كان مصدرا للتي في القرآن وهي اقل. قال الشاعر: من الكامل وهو الشاهد الثاني والاربعون بعد المئة :
بُنِيَتْ مَرافِقُهُنَّ فَوْقَ مَزِلَّةٍ * لا يَسْتَطِيعُ بِها القُرادُ مقيلا
يريد: "قَيْلُولَةً". وتقول: "جِئْتُ مَجيئاً حَسَناً". فبنوه على "مَفْعِل" وهو مصدره.
وقال {وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ} لانك تقول: "طَهَرَتْ المرأةُ" فَـ"هِيَ تَطْهُرُ". وقال بعضهم "طَهُرَت". وقالوا: "طَلَقَتْ" "تَطْلُق" ٧٥ب "و "طَلُقَت" "تَطْلُقُ" ايضا. ويقال للنفساء اذا اصابها النفاس: "نُفِسَت" فاذا أصابها الطَلْقُ قيل : طُلِقَتْ".