ألا ترى أن موسى صعق عند التجلي، ففي الضعف جابه النبي صلى الله عليه وسلّم في مشاهدته كفاحاً ببصر قلبه، فثبت لقوة حاله وعلو مقامه ودرجته.
سورة النجم (٥٣) : آية ٤٠
وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى (٤٠)
قوله تعالى: وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى ٤٠ قال: أي سوف يرى سعيه ويعلم أنه لا يصلح للحق ويعلم الذي يستحقه سعيه، وأنه لو لم يلحقه فضل الله لهلك سعيه.
سورة النجم (٥٣) : الآيات ٤٣ الى ٤٤
وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى (٤٣) وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا (٤٤)
قوله تعالى: وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى ٤٣ قال: يعني أضحك المطيع بالرحمة، وأهلك العاصي بالسخط، وأضحك قلوب العارفين بنور معرفته، وأبكى قلوب أعدائه بظلمات سخطه «١» .
وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا ٤٤ قال: أمات قلوب الأعداء بالكفر والظلمة، وأحيا قلوب الأولياء بالإيمان وأنوار المعرفة.
سورة النجم (٥٣) : آية ٤٨
وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى (٤٨)
وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى وَأَقْنى ٤٨ قال: ظاهرها متاع الدنيا، وباطنها أغنى بالطاعة وأفقر بالمعصية. وقال ابن عيينة: أغنى وأقنى أي أقنع وأرضى.
والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب.
(١) في تفسير القرطبي ١٧/ ١١٧ ورد قول التستري في تفسير الآية المذكورة: (أضحك الله المطيعين بالرحمة، وأبكى العاصين بالسخط) .