وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
هذا بناء على الحكم فيهم لو أشركوا إلا أنهم لا يشركون؛ لأن اللَّه قد عصمهم واختارهم لرسالته واختصهم لنبوته، فلا يحتمل أن يشركوا، لكن ذكر هذا؛ ليعلموا أن حكمه واحد فيمن أشرك في اللَّه غيره وضيعا كان أو شريفًا.
وقوله: (لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ): من الحسنات والخيرات التي كانت قبل الإشراك.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ (٨٩) قيل: الكتب التي أعطى الرسل. (وَالْحُكْمَ) قيل: العلم والفقه والفهم.
وقيل: الأحكام التي أعطاهم، والنبوة هي أنباء الغيب؛ وقد ذكرنا هذا.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ).
قيل: (بِهَا) كناية عن أنباء الغيب، والنبوة التي ذكر.
وقيل: (بِهَا) كناية عن الكتب التي أنزلها على الرسل
وقيل: هي كناية عن الآيات والحجج التي أعطى رسوله.
وقوله: (فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ).
اختلف فيه قَالَ بَعْضُهُمْ: (فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا) - يعني: أهل مكة - (فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ): أهل المدينة من الأنصار والمهاجرين؛ وهو قول ابن عَبَّاسٍ.