وقَالَ بَعْضُهُمْ: (إِذْ أَنْتُمْ): معشر المؤمنين، (بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا): من دون الوادي على الشط مما يلي المدينة، (وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى): من الجانب الآخر مما يلي مكة، يعني: مشركي مكة.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ).
يعني: أصحاب العير على ساحل البحر، أو على الماء.
وقال قتادة: جمع اللَّه المشركين والمسلمين ببدر على غير ميعاد، وهما شفيرا الوادي، كان المسلمون بأعلاه، والمشركون بأسفله، (وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ): أبو سفيان انطلق بالعير في ركب نحو الحرب.
وقيل: إذ أنتم بأدنى المدينة، وهم بأقصى مما يلي مكة؛ على ما ذكرنا.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ).
يحتمل: أن: لو علمتم أنكم تخرجون إلى الحرب دون العير، لم تخرجوا إلا بميعاد لتتأهبوا للحرب والقتال فاختلفتم في الميعاد، إما للخروج نفسه، وإما للميعاد نفسه: أتخرجون أو لا تخرجون أو منكم من يؤخر الخروج عن وقت الميعاد، ومنكم من لا يخرج رأسًا لينقضي ذلك.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا).
يحتمل: لينجز اللَّه ما كان وعد من الظفر والنصر.
أو ليقضي اللَّه أمرًا كان في علمه مفعولا، أن إحدى الطائفتين أنها لكم؛ كأنه قال: (وعد اللَّه مفعولا)، أي: منجزًا.