وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ): يحتمل لا تبديل لكلمات اللَّه من وعده ووعيده، وذلك مما لا تبديل له ولا تحويل.
ويحتمل (لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ) القرآن لا تبديل لما فيه من الوعد والوعيد وغيره.
ويحتمل لا تبديل لما مضى من سنته في الأولين والآخرين من الهلاك والاستئصال بتكذيبهم الرسل والآيات؛ كقوله: (فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا) وقوله: (فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ).
ويحتمل قوله: (لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ) أي: لا تبديل للبشرى التي ذكر لهَؤُلَاءِ الذين تقدم ذكرهم.
ويحتمل لا تبديل لحجج اللَّه وبراهينه، أو لا تبديل لوعيد اللَّه ووعده ونحوه، والله أعلم.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) أي: تلك البشرى هي الفوز العظيم، أو ذلك الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون هو الفوز العظيم؛ إذ لا خوف بعده.
وقَالَ بَعْضُهُمْ من أهل التأويل: لا خوف عليهم من النار، ولا هم يحزنون أن يخرجوا من الجنة أبدًا، والوجه فيه ما ذكرنا، واللَّه أعلم.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (٦٥) يحتمل قولهم: ما قالوا في اللَّه بما لا يليق به من الولد والشريك؛ يقول: لا يحزنك ذلك (إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا).
ويحتمل قوله: (وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ) الذي قالوا في القرآن إنه سحر وإنه مفترى، أو قالوا في رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: إنه ساحر وإنه يفتري على اللَّه كذبا. ويشبه أن يكون قوله: (وَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ) مكرهم الذي مكروا به، وكيدهم الذي كادوه، يؤيد ذلك قوله: (إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ