وقال مجاهد: (رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ) في الرسالة والنبوة، وهو ما ذكرنا.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا).
قَالَ بَعْضُهُمْ: حجة منه، وقد أقامها على الكفرة.
وقَالَ بَعْضُهُمْ: (سُلْطَانًا نَصِيرًا)، أي: اجعل في قلوب الناس هيبة، ليهابوني، وقد كان من الهيبة بحيث هابوه من مسيرة شهرين.
وقَالَ بَعْضُهُمْ: هو السلطان الذي ينصرون به الدِّين، ويقيمون الحدود والأحكام ونحوه.
وقيل: السلطان: هو إقامة الحدود والأحكام والشرائع، وهو تفسير الولاية؛ لأنه بالولاية ما يقيمها، وهو ما ذكرنا: أن الولاية إقامة الأحكام.
ثم قيل في الصدق والإخلاص:
قَالَ بَعْضُهُمْ: الإخلاص: هو ألا يجعل الشخص بقلبه نصيبًا لأحد سواه، والصدق وإن جعل لا يجد لذلك لذة، الصدق عندنا أن يجعل الفضل في جميع أفعاله لله لا يجعل لنفسه شيئا من الفضل، وعلى ذلك يلزمه الشكر لرته في جميع خيراته.
وعن الحسن قال: لما مكر كفار مكة برسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -؛ ليثبتوه أو يقتلوه أو يخرجوه، فأراد اللَّه بقاء أهل مكة، فأمر نبيه أن يخرج منها مهاجرًا إلى المدينة، وعلمه ما يقول، فأنزل اللَّه: (وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا)؛ وعده اللَّه لينزعن ملك فارس والروم ويجعله لأمته.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا (٨١)
قَالَ بَعْضُهُمْ: (جَاءَ الْحَقُّ) وهو الإسلام.
وقيل: (جَاءَ الْحَقُّ): القرآن.
وقيل: (جَآءَ ألحَق) أي: مُحَمَّد.
أو يقول: جاءت آثار الحق فذهب الباطل وآثاره.