قال: (لَأُوتَيَنَّ) أي: لله ما يقول بأنه له من المال وغيره لا له.
وقَالَ بَعْضُهُمْ: قوله: (وَنَرِثُهُ): أنه يعطى في الجنة ما يعطى المؤمنون فنرثه عنه ونعطيه غيره، وجائز إضافة الوراثة إليه على إرادة أوليائه، أي: يرثه ذلك أولياؤه.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَيَأْتِينَا فَرْدًا) في الآخرة لا شيء معه ولا أهل، كقوله: (وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى).
ويحتمل قوله: (وَيَأْتِينَا فَرْدًا) في الدنيا في وقت لا شيء معه ولا أهل ولا ولد، على تأويل من يقول في قوله: (لَأُوتَيَنَّ مَالًا وَوَلَدًا): في الدنيا، واللَّه أعلم.
ثم اختلف أهل التأويل في العهد الذي ذكر: أن له عند اللَّه: قَالَ بَعْضُهُمْ: شهادة أن لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ في الدنيا.
وقَالَ بَعْضُهُمْ: قدم عملًا صالحًا.
وقَالَ بَعْضُهُمْ: الصلاة، وهو قول مقاتل.
وعن ابن مسعود - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قال: " اتخذوا عند الرحمن عهدًا؛ فإن اللَّه يقول يوم القيامة: من كان له عندي عهد فليقم "، فقيل: كيف هو؟ قال: " اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة إني أعهد إليك في هذه الحياة الدنيا أنك لا تكلف إليَّ بعمل يقربني من الشر ويباعدني من الخير، وإني لا أثق إلا برحمتك، فاجعله لي عندك عهدًا تؤديه إلى يوم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد ". ويرفع ابن مسعود هذا إلى رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -.
والأول أشبه إن ثبت الخبر.
وقوله - عَزَّ وَجَلَّ -: (وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا (٨١) كَلَّا).
فإن كان على حقيقة العز، فهو في القادة منهم والمتبوعين الذين عبدوا تلك الأصنام والأوثان؛ ليتعززوا بذلك، ولا يذلون، وتدوم لهم الرياسة التي كانت لهم في الدنيا، فظنوا أنهم إن آمنوا تذهب تلك الرياسة والمأكلة عنهم.
ويحتمل قوله: (لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا) أي: نصرًا ومنعة، فإن كان هذا فهو في الرؤساء منهم والأتباع في الدنيا والآخرة:
أما ما طمعوا بعبادتهم الأصنام النصر في الآخرة، وهو كقولهم: (مَا نعبُدُهُمْ إلَّا