اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (٦٣) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ (٦٤) وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (٦٥) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (٦٦) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (٦٧) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (٦٨)
وقوله: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (٥٢) السرى: سير الليل، وهو ما قال في آية أخرى: (فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ)، أي: يتبعكم فرعون وقومه.
وقوله: (فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (٥٣) أي: أرسل في المدائن من يحشر الجنود والعساكر.
وقالوا: (إِنَّ هَؤُلَاءِ ... (٥٤) يعنون: أصحاب موسى (لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ) قَالَ بَعْضُهُمْ: الشرذمة: الجماعة العصابة، أي: عصابة قليلة.
وقَالَ بَعْضُهُمْ: (إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ) أي: طائفة قليلة.
(وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ (٥٥) في الحلي الذي استعاروه منا، أي: ذهبوا به، مغايظة لنا.
وقَالَ بَعْضُهُمْ: (وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ) بما فعلنا بهم من قتل أولادهم، واستحيائهم نساءهم، ورجالهم يفعلون بنا ما فعلنا بهم إن ظفروا.
وقوله: (وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ (٥٦) وحذرون: قَالَ بَعْضُهُمْ: من الحذر.
وقَالَ بَعْضُهُمْ: (وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ) أي: مؤدون، أي: مقوون، أي: معنا أداة أصحاب الحرب، والمقوي: الذي دابته قوية.
وقَالَ بَعْضُهُمْ: (حَاذِرُونَ)، أي: مستعدون للحرب.
وقَالَ بَعْضُهُمْ: (حَاذِرُونَ) لما حدث لهم من الخوف، والحذر للحال حذر المعاودة، أي: حذروا أن يعودوا إليهم، وحذرون أي: كنا لم نزل منهم على حذر.
وقال أبو معاذ: حاذرون: مؤدون من الأداة، أي: تام السلاح.
وفي خروج موسى ببني إسرائيل مع كثرتهم على ما ذكر أنهم كانوا ستمائة ألف فصاعدًا من غير أن علم القبط بذلك - آية عظيمة؛ إذ لا يقدر نفر الخروج من محلة أو ناحية إلا ويعلم أهلها بخروجهم، ففي ذلك كان آية عظيمة؛ حيث خرجوا من بينهم من غير أن علم أحد منهم بذلك.