ذكر.
والثاني: أنهم يعبدون الأصنام ويرتكبون فواحش، ويقولونا (بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ)، وإن اللَّه أمرهم بذلك، ليعلم أنهم كذبة في قولهم: إن آباءهم على ذلك، حيث أخبر أنهم لم يسبقهم بها من أحد، ولو كان آباؤهم على ذلك لذكروه وعارضوه، فإذا لم يفعلوا ولم يشتغلوا بشيء من ذلك، علم أنهم كذبة فيما يقولون، والله أعلم.
وقوله: (أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ ... (٢٩) هو ما ذكرنا: (أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ).
وقوله: (وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ): قَالَ بَعْضُهُمْ: أي: تعترضون الطريق لمن مر بكم لعملكم الخبيث؛ لأنه ذكر أنهم إنما كانوا يعملون ذلك بالغرباء.
وقَالَ بَعْضُهُمْ: (وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ) أي: تقطعون السبيل على الناس؛ من قطع الطريق.
(وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ) أي: وثعملون في مجلسكم المنكر.
اختلف في هذا:
قَالَ بَعْضُهُمْ: أي: تعملون في مجلسكم اللواطة أيضًا.
وقَالَ بَعْضُهُمْ: حذف بالحصى ورمي بالبندق وأمثاله.
لكنه يخبر عن سوء صنيعهم في كل حال وكل وقت، يقول: إنكم تعملون بالفواحش والمناكير في كل حال: في الطريق، وفي المجلس، وفي المنزل، ما سبقكم بذلك كله من أحد من العالمين، واللَّه أعلم.
ثم قال: (فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ)، وقال في موضع آخر: (إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ)، وقال في موضع آخر: