كلمة لا إله إلا الله في عقبه وولده. ويقال: إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ يعني: ذو البراءة كما يقال: رجل عدل ورجال عدل، أي: ذو عدل.
قوله تعالى: بَلْ مَتَّعْتُ هؤُلاءِ يعني: أجلت هؤلاء، وأمهلتهم. يعني: قومك وَآباءَهُمْ حَتَّى جاءَهُمُ الْحَقُّ يعني: القرآن. ويقال: الدعوة إلى التوحيد وَرَسُولٌ مُبِينٌ يعني: بين أمره بالدلائل. والحجج. ويقال: مبين، يعني: بين لهم الحق من الباطل. قوله تعالى: وَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ يعني: القرآن قالُوا هذا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِ كافِرُونَ يعني:
جاحدون.
سورة الزخرف (٤٣) : الآيات ٣١ الى ٣٢
وَقالُوا لَوْلا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (٣١) أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (٣٢)
وَقالُوا يعني: أهل مكة لَوْلا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ يعني:
على رجل عظيم من رجلي القريتين، وهو الوليد بن المغيرة، من أهل مكة، وأبو مسعود الثقفي بالطائف يعني: لو كان حقاً، لأنزل على أحد هذين الرجلين. وروى وكيع، عن محمد بن عبد الله بن أفلح الطائفي، قال: عن خالد بن عبد الله بن يزيد، قال: كنت جالساً عند عبد الله بن عباس بالطائف، فسأله رجل عن هذه الآية وهي قوله: مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ فقال:
القرية التي أنت فيها. يعني: الطائف والقرية التي جئت منها، يعني: مكة. وسئل عن الرجلين فقال: جبار من جبابرة قريش، وهو الوليد بن المغيرة بمكة، وعروة بن مسعود، جد المختار.
يعني: أبا مسعود يقال اسمه عمرو بن عمير.
قوله تعالى: أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ يعني: أبأيديهم مفاتيح الرسالة والنبوة، فيضعوها حيث شاؤوا، ولكننا نختار للرسالة، مَن نَّشَآءُ مِنْ عِبَادِنَا نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا يعني: نحن قسمنا أرزاقهم فيما بينهم، وهو أدنى من الرسالة، فلم نترك اختيارها إليهم، فكيف نفوض اختيار ما هو أفضل منه، وأعظم، وهي الرسالة إليهم.
ثم قال: وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ يعني: فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ على بَعْضٍ، بالمال في الدنيا. لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا يعني: الاستهزاء ويقال: فضل بَعْضَهُمْ على بَعْضٍ في العز، والرياسة، ليستخدم بعضهم بعضاً، ويستعبد الأحرار العبيد، ثم أخبر: أن الآخرة أفضل مما أعطوا في الدنيا. فقال: وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ يعني: خير مما يجمع الكفار من المال في الدنيا.