يعرف ذلك إلاَّ بالوحي. نُوحِيها إِلَيْكَ يعني: أخبار الغيب ينزل بها عليك جبريل. مَا كُنْتَ تَعْلَمُها أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هذا يعني: القرآن، فَاصْبِرْ يعني: إن لم يصدِّقوك، فاصبر على تكذيبهم. إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ يعني: آخر الأمر للموحدين الذين يتقون الشرك والفواحش.
سورة هود (١١) : الآيات ٥٠ الى ٥٢
وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ (٥٠) يا قَوْمِ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلا تَعْقِلُونَ (٥١) وَيا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (٥٢)
قوله تعالى: وَإِلى عادٍ يعني: أرسلنا إلى عاد أَخاهُمْ نبيُّهم هُوداً قالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ يعني: وحِّدُوا الله، مَا لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ يعني: ليس لكم رب سواه، إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ يعني: ما أنتم إلا تكذبون في مقالتكم بأن لله شريكاً.
قوله تعالى: يا قَوْمِ لاَّ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أي: لا أسألكم على الإيمان أَجْراً يعني: جعلاً ورشوة. ومعناه: لست بطامع في أموالكم، إِنْ أَجْرِيَ يعني: ما ثوابي إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي يعني: خلقني أَفَلا تَعْقِلُونَ أن الذي خلقكم هو ربكم، وهو أحق بعبادتكم من غيره؟
ثم قال: وَيا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ قال الضحاك: يعني: وحِّدوا ربكم. وقال الكلبي:
يعني: صلُّوا لربكم. ويقال: معناه، قولوا: ربنا اغفر لنا ذنوبنا، ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يعني: توبوا إليه من شرككم يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً يعني: إن تبتم يغفر لكم ذنوبكم، ويرسل عليكم المطر متتابعا دائما، كلما تحتاجون إليه، وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ يعني: شدة مع شدتكم بالماء والولد. ويقال: صحة الجسم، وطول العمر. وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ يقول: لا تُعْرِضُوا كافرين. ويقال: لا تعرضوا عما أدعوكم إليه من الإيمان والتوحيد، وتثبتوا على الشرك.
سورة هود (١١) : الآيات ٥٣ الى ٥٦
قالُوا يا هُودُ مَا جِئْتَنا بِبَيِّنَةٍ وَما نَحْنُ بِتارِكِي آلِهَتِنا عَنْ قَوْلِكَ وَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (٥٣) إِنْ نَقُولُ إِلاَّ اعْتَراكَ بَعْضُ آلِهَتِنا بِسُوءٍ قالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (٥٤) مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعاً ثُمَّ لا تُنْظِرُونِ (٥٥) إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَّا مِنْ دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٥٦)
قال له قومه: قالُوا يا هُودُ مَا جِئْتَنا بِبَيِّنَةٍ يقولون: لم تأتنا: بحجة وبيان وَما نَحْنُ بِتارِكِي آلِهَتِنا عَنْ قَوْلِكَ يقول: لا نترك عبادة آلهتنا بقولك وَما نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ يعني: لا