وَقَالَ وَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْهِ ثنا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ، ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنِ الْجَرِيرِيِّ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ زِيَادٍ الْحَارِثِيِّ ، أَنَّهُ وَفَدَ عَلَى عُمَرَ فَأَعْجَبَتْهُ هَيْئَتُهُ وَنَحْرُهُ ، فَشَكَى عُمَرُ طَعَامًا غَلِيظًا أَكَلَهُ ، فَقَالَ الرَّبِيعُ : " يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، إِنَّ أَحَقَّ النَّاسِ بِمَطْعَمٍ لَيِّنٍ ، وَمَلْبَسٍ لَيِّنٍ ، وَمَرْكَبٍ وَطِيءٍ لَأَنْتَ ، فَضَرَبَ رَأْسَهُ بِجَرِيدَةٍ ، وَقَالَ : وَاللَّهِ مَا أَرَدْتَ بِهَذَا إِلَّا مُقَارَبَتِي ، وَإِنْ كُنْتُ لَأَحْسَبُ أَنَّ فِيكَ خَيْرًا ، أَلَا أُخْبِرُكَ مَثَلِي وَمَثَلَ هَؤُلَاءِ ، كَمَثَلِ قَوْمٍ سَافَرُوا فَدَفَعُوا نَفَقَةَ ذَلِكَ إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ ، فَقَالُوا : أَنْفِقْهَا عَلَيْنَا ، فَهَلْ لَهُ أَنْ يَسْتَأْثِرَ عَلَيْهِمْ ؟ فَقَالَ الرَّبِيعُ : لَا ، فَقَالَ : هَذَا مَثَلِي وَمَثَلُهُمْ ، فَقَالَ عُمَرُ : إِنِّي لَسْتُ أَسْتَعْمِلُ عُمَّالِي لِيَسُبُّوا أَعْرَاضَكُمْ " . . الْحَدِيثَ . هَذَا إِسْنَادٌ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ إِلَّا الرَّبِيعَ بْنَ زِيَادٍ ، فَإِنِّي مَا عَرَفْتُهُ بِعَدَالَةٍ وَلَا جَرْحٍ ، وَسَعِيدُ بْنُ إِيَاسَ الْجَرِيرِيُّ وَإِنِ اخْتَلَطَ بِآخِرِهِ ، فَإِنَّ حَمَّادَ بْنَ سَلَمَةَ رَوَى عَنْهُ قَبْلَ الِاخْتِلَاطِ ، وَمِنْ طَرِيقِهِ أَخْرَجَ لَهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ ، كَمَا أَوْضَحْتُهُ فِي تَبْيِينِ حَالِ الْمُخْتَلَطِينَ .