قَالَ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ : ثَنَا عِيسَى بْنُ سَالِمٍ ، ثَنَا وَهْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، أَنَّهُ دَخَلَ الْمُتَوَضَّى ، فَأَصَابَ لُقْمَةً ، أَوْ قَالَ : كِسْرَةً فِي مَجْرَى الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ ، فَأَخَذَهَا فَأَمَاطَ عَنْهَا الْأَذَى فَغَسَلَهَا غَسْلًا نِعِمَّا ، ثُمَّ دَفَعَهَا إِلَى غُلَامِهِ , فَقَالَ : يَا غُلَامُ ذَكِّرْنِي بِهَا إِذَا تَوَضَّأْتُ ، فَلَمَّا تَوَضَّأَ قَالَ لِلْغُلَامِ : يَا غُلَامُ نَاوِلْنِي اللُّقْمَةَ أَوْ قَالَ : الْكِسْرَةَ , فَقَالَ : يَا مَوْلَايَ أَكَلْتُهَا ، قَالَ : اذْهَبْ فَأَنْتَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ الْغُلَامُ : يَا مَوْلَايَ لِأَيِّ شَيْءٍ أَعْتَقْتَنِي , قَالَ : لِأَنِّي سَمِعْتُ مِنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ تَذْكُرُ عَنْ أَبِيهَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ أَخَذَ لُقْمَةً أَوْ كِسْرَةً مِنْ مَجْرَى الْغَائِطِ وَالْبَوْلِ فَأَخَذَهَا فَأَمَاطَ عَنْهَا الْأَذَى وَغَسَلَهَا غَسْلًا نِعِمَّا ، ثُمَّ أَكَلَهَا لَمْ تَسْتَقِرَّ فِي بَطْنِهِ حَتَّى يُغْفَرَ لَهُ " ، فَمَا كُنْتُ لِأَسْتَخْدِمُ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ . قُلْتُ : قَالَ أَبُو الْفَرَجِ بْنُ الْجُوزِيِّ فِي كِتَابِ الْمَوْضُوعَاتِ : هَذَا حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ وَالْمُتَّهَمُ بِوَضْعِهِ وَهْبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَهُوَ وَهْبُ بْنُ وَهْبٍ الْقَاضِي ، وَإِنَّمَا دَلَّسَهُ عِيسَى بْنُ سَالِمٍ ، وَقَدْ دَلَّسَهُ مَرَّةً أُخْرَى ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ الْمَدِينِيُّ : وَقَدْ دَلَّسَهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي السَّرِيِّ الْعَسْقَلَانِيُّ ، فَقَالَ : وَهْبُ بْنُ زَمْعَةَ الْقُرَشِيُّ وَهُوَ وَهْبُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَمْعَةَ بْنِ الْأَسْوَدِ ، وَهَذَا كُلُّهُ جَهْلٌ مِنَ الرُّوَاةِ بِمَا فِي ضِمْنِ ذَلِكَ مِنَ الْخِيَانَةِ عَلَى الْإِسْلَامِ ، لِأَنَّهُ قَدْ بُنِيَ عَلَي الْحَدِيثِ حُكْمٌ فَيُعْمَلُ بِهِ لِحُسْنِ ظَنِّ الرَّاوِي بِالْمَجْهُولِ ، ثُمَّ انْظُرْ إِلَى جَهْلِ مَنْ وَضَعَ هَذَا الْحَدِيثَ ، فَإِنَّ اللُّقْمَةَ إِذَا وَقَعَتْ فِي مَجْرَى الْبَوْلِ وَتَدَاخَلَتْهَا النَّجَاسَةُ فُرِيَتْ لَا يُتَصَوَّرُ غَسْلُهَا ، وَكَأَنَّ الَّذِي وَضَعَ هَذَا قَصَدَ أَذَى الْمُسْلِمِينَ وَالتَّلَاعُبَ بِهِمْ . وَتَقَدَّمَ فِي الْأَطْعِمَةِ .