مسألة: إن سئل عن قوله: {وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (١١) وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ (١٢) فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلَا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (١٣) وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (١٤) وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ (١٥) قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (١٦) قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ (١٧) فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ (١٨) }
الآيات من ١١ إلى ١٨
فقال: ما معنى قصيه؟ ، وما معنى: عن جنب؟ ولم قيل {وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ} وليس هناك نهي؟ وما النصح؟ وما معنى: وكزه؟ وما معنى: هذا من شيعته
؟ وما معنى: من عمل الشيطان؟ وما معنى: بلغ أشده؟ وكيف قال
موسى {هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ} في شيء لا عقاب عليه؟ وما الظهير؟ وما الفاء في {فَأَصْبَحَ} ؟ وما الاستصراخ؟ وما الترقب؟
وما معنى: إنك لغوي؟.
الجواب: معنى (قُصِّيهِ) اتبعي أثره
قصه يقصه قصا؛ إذا اتبع أثره.
ومنه القصص الذي هو حديث يتبع فيه الثاني الأول
معنى {فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ}
مكان جنب، وهو الجانب.
وذلك أن الجنب صفة وقعت موقع الموصوف، ولأن المعنى معلوم.
قيل: {وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ}
وإن لم يكن نهي كما يقال: حرم فلان على نفسه كذا؛ بالامتناع اللازم له.
النصح: إخلاص العمل من شائب الفساد.
وهو نقيض الغش.