٢٨٠ - حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد حدثنا حدثنا جعفر بن محمد بن الحسن والحسين بن عبد الله بن يزيد قالا: حدثنا إبراهيم بن هشام (١) بن يحيى بن يحيى الغساني حدثني أبي عن جدي عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر قال: قلت: يا رسول الله كم كتاب (٢) أنزله الله؟ قال: مائة كتاب وأربعة كتب. أنزل الله على شيث خمسين صحيفة وعلى خنوخ ثلاثين صحيفة وأنزل على إبراهيم عشر صحائف وأنزل على موسى قبل التوراة عشر صحائف وأنزل التوراة والإنجيل والزبور والفرقان. قال: قلت: يا رسول الله ما كان صحف إبراهيم؟ قال: كانت أمثالاً كلها: أيها المتسلط المبتلى المغرور إني لم أبعثك تجمع الدنيا بعضها على بعض ولكن بعثتك لترد عني دعوة المظلوم فإني لا أردها ولو كانت من (٣) كافر. وكان فيها أمثال: على العاقل ما لم يكن مغلوبًا على عقله أن يكون له ساعات يناجي فيها ربه وساعات يحاسب (٤) فيها نفسه وساعة يفكر فيها في صنع الله وساعة يخلو فيها لحاجته من المطعم والمشرب وعلى العاقل ألا يكون ظاعنًا إلا لثلاث: تزوّد لمعاد ومرمة لمعاش أو لذة في غير محرم وعلى العاقل أن يكون بصيرًا بزمانه مقبلاً على شأنه حافظًا للسانه ومن حسب كلامه من عمله قلَّ كلامه إلا فيما يعنيه. قال: قلت: يا رسول الله فما كانت صحف موسى؟ قال: كانت عبرًا كلها: عجبت لمن أيقن بالموت وهو يفرح وعجبت لمن أيقن بالنار وهو يضحك وعجبت لمن أيقن بالحساب غدًا ثم لا يعمل. قلت: يا رسول الله هل في الدنيا (٥) مما كان في يد إبراهيم وموسى مما أنزل الله عليك؟ قال: نعم يا أبا ذر: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى. وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى. بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا. وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى. إِنَّ هَذَا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولَى. صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى} (٦).

(١) من هامش الأصل.
(٢) من هامش الأصل.
(٣) ألحقها الناسخ فوق السطر.
(٤) طمس بعض هذه الكلمة في الأصل.
(٥) في هامش الأصل بخط مغاير: (لعله: بأيدينا) وهذا اللفظ ورد في كتاب «الأربعون حديثًا للآجري» (٤٤).
(٦) رواه ابن حبان (٣٦١) بأطول من هذا. في سنده إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني كذبه أبو حاتم وأبو زرعة. قال الذهبي في «الميزان» (١/ ٧٢): وهو صاحب حديث أبي ذر الطويل، انفرد به عن أبيه عن جده.