بامرأتك الزنا؟ إلا أن يسجن أو عذاب مؤلم أي: موجع (١).
وقوله تعالى: {قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي} يقال: لما قذفته بما قذفته مكذبا لها فيما قذفته به, مَا أَنَا رَاوَدْتهُها عن نفسها, بل هي راودتني عن نفسي, وقد قيل أن يوسف لم يرد ذكر ذلك, لو لم تقذفه عند سيدها بما قذفته به (٢)، وقوله تعالى: {وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا} اختلف في صفة الشاهد, قال ابن عباس وأبو هريرة (٣) وسعيد بن جبير: كان صبياً في المهد (٤)، وروي أيضا عن ابن عباس وعكرمة ومجاهد وقتادة والحسن قال: كان رجلا (٥)، وروي عن مجاهدٍ أيضا قال: الشاهد القميص المقدود (٦)، وروي عن رسول الله -صلى الله عليه- قال: تكلم أربعة وهم صغار, فذكر فيهم: شاهد يوسف (٧)،
فدل ذلك على أنه صبي في المهد, وقولُهُ: {إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ} لأن المطلوب إذا كان هاربا, فإنما يؤتى من قبل دبره, فكان معلوماً أن الشق لو كان من قُبل لم يكن هاربا, ولكن
(١) ابن جرير، مرجع سابق، ١٣/ ١٠٣.
(٢) ابن جرير، مرجع سابق، ١٦/ ٥٣.فائدة: ليس للفاسق حرمة. قال القشيري: أفصح يوسف-عليه السلام-بجرمها، إذ ليس للفاسق حرمة يجب حفظها. نصر والهلالي، مرجع سابق، ١/ ٣٥٣,
(٣) هو عبدالرحمن بن صخر الدوسي, من أكثر الصحابة رواية, روي لَهُ نَحْو من خمسة آلاف حديث وثلاث مائة وسبعين حديثًا (ت: ٥٧ - ٥٩ هـ). ابن عبد البر, مرجع سابق،٤/ ١٧٦٨. الزركلي, مرجع سابق,٣/ ٣٠٨.
(٤) ابن جرير، مرجع سابق، ١٦/ ٥٣. ابن أبي حاتم، مرجع سابق، ٧/ ٢١٢٨. الفراء، مرجع سابق، ٢/ ٤١.مرجع سابق، ٥/ ٢١٤. السمعاني أبو المظفر، مرجع سابق، ٣/ ٢٤.
(٥) سفيان الثوري، مرجع سابق، ١/ ١٤١.ابن جرير، مرجع سابق، ١٣/ ١٠٥. الفراء , مرجع سابق,٢/ ٤١.
(٦) مجاهد، مرجع سابق، ص ٣٩٥. ابن جرير، مرجع سابق، ١٦/ ٥٨.
(٧) المستدرك على الصحيحين للحاكم، باب تَفْسِير سورةِ التَّحرِيمِ بِسمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، ٢/ ٥٣٨، رقم الحديث ٣٨٣٥. وقال: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ» ووافقه الذهبي. وقال الشيخ شاكر تعليقاً: ولكن حديث أبي هريرة مطولا رواه البخاري في صحيحه (الفتح ٦: ٣٤٤ - ٣٤٨)، ومسلم في صحيحه ١٦: ١٠٦، ورواه أحمد في المسند -ص ٥٨ - ٨٠. بإسناد صحيح .. ابن جرير، مرجع سابق، ١٦/ ٥٤.