عبادك يُخطِئون وأنت رَبٌّ ... بكفَّيك المنايا والحُتُومُ (١)
قال الأصمعي (٢): يقال: خطئ الرجل يخطأ إذا تعمد الذنب فهو خاطئ, وأخطأ يخطئ إذا غلط ولم يتعمد, والاسم منه الخطأ (٣). وقال تعالى: {مِنَ الْخَاطِئِينَ} ولم يقل: من الخاطئات, ليغلب المذكر على المؤنث إذا اجتمعا (٤)، ويقال صواب وصوب بمعنى, {وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ} , {فِي} متعلقة بـ قال (٥)
, و {نِسْوَةٌ} رفع بـ قال, {امْرَأَتُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ}، {امْرَأَتُ} رفع بالابتداء, {تُرَاوِدُ} الخبر, {فَتَاهَا} نصب بـ {تُرَاوِدُ} إلا أنه لا يسنّ فيه
(١) ديوانه ص ٥٣.والحتوم: جمع حتم, والحتم القضاء, وقال ابن سيده: الحتم إيجاب القضاء. وفي التنزيل العزيز: {كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا} مريم، الآية: ١٩. .لسان العرب (حتم)، (خطأ)، وقبل البيت: سَلامَكَ رَبَّنا فِي كُلِّ فَجْرٍ ... بَرِيئًا ما تَلِيقُ بِكَ الذَّمُومُ وبعده: غَدَاةَ يَقُولُ بَعْضُهُمْ ... ألاَ يَاليْتَ أُمَّكُمُ عَقِيمُ. ابن جرير، مرجع سابق،١٦/ ٦١ ... بتصرف.
(٢) عبد الملك بن قريب بن علي بن أصمع الباهلي، أبو سعيد الأصمعي (١٢٢ - ٢١٦ هـ)، أحد أئمة العلم باللغة والشعر والبلدان, ومولده ووفاته في البصرة, وتصانيفه كثيرة، منها " الإبل " و" الخليل " و" الشاء. الخطيب البغدادي، أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي البغدادي ت ٤٦٣ هـ, تاريخ بغداد, ت: بشار عواد معروف ط ٢ (بيروت: دار الغرب الإسلامي, ١٤٢٢ هـ - ٢٠٠٢ م)، ١٢/ ١٥٧. ابن خلكان، مرجع سابق، ٣/ ١٧٠.
(٣) النَّحَّاس, عمدة الكتاب، ت: بسام عبد الوهاب الجابي، ط ١، (دار ابن حزم: الجفان والجابي للطباعة والنشر،١٤٢٥ هـ-٢٠٠٤ م)، ١/ ١٩٢. القيسي، مشكل إعراب القرآن، مرجع سابق، ٦/ ٤١٩٠.
(٤) ابن جرير، مرجع سابق، ١٦، /٦٢، ٦١. الثعلبي، مرجع سابق، ٥/ ٢١٦، ٢١٥. البغوي، مرجع سابق، ٢/ ٤٨٨.
(٥) في هذا نظر، لأن تعلقها بـ {نِسْوَةٌ} أقوى، قال الألوسي: في قوله تعالى: {فِي الْمَدِينَةِ} أريد بها مصر، والجار والمجرور في موضع الصفة-لنسوة-على ما استظهره بعضهم " الألوسي، مرجع سابق، ٦/ ٤١٦.، وقال الطاهر بن عاشور وغيره: وقوله تعالى: {فِي الْمَدِينَةِ} صفة لـ {نِسْوَةٍ}، مرجع سابق، ١٢/ ١٥٩، ودرويش، مرجع سابق، ٤/ ٤٨٠، والصافي، مرجع سابق، ١٢/ ٤١٥، وقال الشيخ طنطاوي، محمد سيد: والجار والمجرور متعلق بمحذوف صفة لنسوة " التفسير الوسيط للقرآن الكريم، ط ١، (القاهرة: الفجالة، دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع،١٩٩٧ - ١٩٩٨ م)، ٧/ ٣٥١ ..