رَبِّي كَرِيمٌ لَا يُكَدِّرُ نِعْمَةً ... وَإِذَا تُنُوشِدَ بالمهارق (١) أَنْشَدَا
ويقال: سقى وأسقى بمعنى (٢)
كما قال لبيد (٣):
سَقَى قومي بني مَجْدٍ وأسْقَى ... نُمَيْرًا والقبائلَ من هلالِ (٤)
ويقال: سقاه ناوله فشرب وأسقاه جعل له سقيا (٥) , قال الله عز وجل: {وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا} (٦) وكان قتادة (٧) يوجه الظن في هذا الموضع إلى الذي هو خلاف اليقين, وقال غيره ليس كذلك أمر الأنبياء, وإنه يقين لأنه غير جائز أن تخبرني بخبر عن أمر أنه كائن ثم لا يكون (٨) , وأنه غير كائن ثم
(١) النحاس، معاني القرآن الكريم ت: محمد علي الصابوني ,ط ١ , (مكة المكرمة: جامعة أم القرى، ١٤٠٩ هـ)، ٣/ ٤٢٨) يقول: إذا نوشد بما في الكتب أجاب، أي إذا سئل أعطى. والمهرق: الصحيفة. الأزهري الهروي، تهذيب اللغة، مرجع سابق، باب الهاء والقاف والراء، ٥/ ٢٥٨.ابن منظور، مرجع سابق، فصل الهاء،١٠/ ٣٦٨. القرطبي، مرجع سابق، ٩/ ١٩٤.
(٢) الزجاج، مرجع سابق، ٣/ ٢٠٩. أبو حيان، مرجع سابق، ٦/ ٢٧٩.
(٣) لَبِيد بن ربيعة بن مالك، أبو عقيل العامري ت: ٤١ هـ. أحد الشعراء في الجاهلية, من أهل عالية نجد, وكان يقال لأبيه «ربيع المقترين» لسخائه. أدرك الإسلام، وهو أحد أصحاب المعلقات. وقتلته بنو أسد فى حرب بينهم وبين قومه. ابن قتيبة الدينوري، الشعر والشعراء، مرجع سابق، ١/ ٢٦٦. ابن سعد ,مرجع سابق، ٦/ ١٠٧. الجمحي, مرجع سابق,١/ ١٢٣.
(٤) الأخفش، مرجع سابق، ٢/ ٥٦٢. قال الأزهري: "العرب تقول لكل ما كان من بطون الأنعام، ومن السَّمَاء أو نهر يجري: أسقيتُ أي: جعلت شربًا له وجعلت له منه سُقْيَا، فإذا كان للشفة قالوا: سقى ولم يقولوا: أسقى" الأزهري الهروي، تهذيب اللغة، مرجع سابق، ٩/ ٢٢٨. الجرجاني، أسرار البلاغة، مرجع سابق، ١/ ١٨٣.
(٥) الأخفش، مرجع سابق، ٢/ ٥٦٢.قَالَ النَّحَّاسُ: الَّذِي عَلَيْهِ أَكْثَرُ أَهْلِ اللُّغَةِ أَنَّ مَعْنَى سَقَاهُ نَاوَلَهُ فَشَرِبَ، أَوْ صَبَّ الماءَ فِي حَلْقِهِ وَمَعْنَى أَسْقَاهُ جَعَلَ لَهُ سُقْيًا، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا} سورة المرسلات، الآية: ٢٧، القرطبي، مرجع سابق، ٩/ ١٩٣.
(٦) سورة المرسلات، الآية: ٢٧.
(٧) أبوحيان، مرجع سابق، ٦/ ٢٧٩.
(٨) ابن جرير، مرجع سابق، ١٣/ ١٧١.