وقال قتادة: الأعناب والثمار (١) , وروي عن ابن عباس أيضا: يعصرون يحلبون (٢).
وقوله تعالى: {وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ} أي: لما رجع الرسول الذي أرسلوه إلى يوسف فأخبرهم عن يوسف وتأويل الرؤيا التي رأها الملك, علِم الملك حقيقة ما أفتاه به يوسف, وقال الملك ائتوني بالذي عبّر رؤياي هذه (٣)، {فَلَمَّا جَاءَهُ الرَّسُولُ} أي: فلما جاء رسول الملك يوسف يدعوه إلى الملك قال يوسف للرسول: ارجع إلى سيدك فاسأله {مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللَّاتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ} , والمرأة التي سجنت بسببها (٤)، وأبى أن يخرج مع الرسول, قال ابن عباس: لو خرج يوسف قبل أن يعلم الملِك بشأنه مازالت في نفس العزيز منه حاجة, يقول: هذا الذي راود امرأته (٥). وروى الأعرج (٦) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه: (يرحم الله يوسف إذ كان ذا أناة لو كنت أنا المحبوس وأُرسل إلي لخرجت سريعا إن كان لحليما ذا أناة) (٧)،
وعن عكرمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه: (لقد عجبت من يوسف وصبره وكرمه, والله يغفر له حين سأل عن البقرات العجاف والسمان فلو كنت مكانه ما أخبرتهم حتى أشترط أن يخرجوني ولقد عجبت من يوسف وصبره وكرمه والله يغفر له
(١) عبدالرزاق، مرجع سابق، ١/ ٣٢٤.
(٢) سعيدبن منصور، مرجع سابق، ٥/ ٣٩٦.بلفظ: "تعصرون", و"تحتلبون" بالتاء. ابن جرير، مرجع سابق، ١٦/ ١٣٠.ابن أبي حاتم، مرجع سابق، ٧/ ٢١١٥.
(٣) ابن جرير، مرجع سابق، ١٣/ ١٩٨.الثعلبي، مرجع سابق، ٥/ ٢٢٨.الواحدي، مرجع سابق، ١/ ٥٤٩.ابن الجوزي، مرجع سابق، ٢/ ٤٤٥.
(٤) ابن جرير، مرجع سابق، ١٣/ ٢٠٢.
(٥) ابن جرير، مرجع سابق، ١٦/ ١٣٤. ,ابن أبي حاتم، مرجع سابق، ٧/ ٢١٥٥.الثعلبي، مرجع سابق، ٥/ ٢٢٨.
(٦) عبد الرحمن بن هرمز الأعرج، أبو دَاوُد المدَني، وكان يكتب المصاحف ويقرِئُ القرآن, وكان ثقة ثبتاً، انتقل في آخر أيامه إلى مصر، وتوفي غريبا بالإسكندرية سنة سبع عشرة ومائة. ابن سعد ,مرجع سابق، ٥/ ٢١٦. ابن حبان , مرجع سابق، ٧/ ٢٨٠. الذهبي, تاريخ الإسلام وَوَفيات المشاهير وَالأعلام, مرجع سابق, ٣/ ٢٧٣.
(٧) وبنحوه، عبدالرزاق، مرجع سابق، ١/ ٣٢٣ .. تفسير ابن جرير الطبري، الباب (٥٠)، ١٦/ ١٣٤، رقم الحديث ١٩٣٩٦. وقال الشيخ أحمد شاكر تعليقاً على الطبري: هذا حديث ضعيف الإسناد. وبنحوه الزمخشري، الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، مرجع سابق، ٢/ ١٦٨.