فَقُلْتُ يَمِينَ اللهِ (٢) أَبْرَحُ قَاعِدًا ... وَلَوْ قَطَّعُوا رَاسِي لَدَيكَ وَأَوْصَالِي
أي: لا أبرح وقولُهُ: {حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا} أي: حتى تكون دَنِفَ الجسم مخبولَ العقل, وأصل الحرض: الفساد في الجسم والعقل, من الحزن أو من العشق (٣) {أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ} (٤) أي: ممن هلك بالموت (٥) يذهب.
وقوله تعالى: {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ} أي: قال يعقوب للقائلين له من ولده (٦): {تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ} الآية، لست إليكم أشكو بثي وحزني، وإنما أشكو ذلك إلى الله (٧) , والبث همه وحزنه وقيل: البثّ أشد الحزن, إنما أشكوا حزني (٨) الذي أنا فيه, وأبث حديثي وحزني إلى الله, وقولُهُ:
(١) امْرُؤُ القَيْس، مرجع سابق، ١/ ١٣٧. ابن قتيبة الدينوري، الشعر والشعراء مرجع سابق، ١/ ١٣٦.
(٢) الأزهري الهروي، تهذيب اللغة، مرجع سابق، ١٥/ ٣٧٧. الجوهري، مرجع سابق، ٦/ ٢٢٢٢. ابن منظور، مرجع سابق، ١٣/ ٤٦٣.
(٣) ابن قتيبة الدينوري، غريب القرآن، مرجع سابق، ١/ ٢٢١. ابن جرير، مرجع سابق، ١٣/ ٣٠١. البغوي، مرجع سابق، ٤/ ٢٦٨.
(٤) ابن أبي حاتم، مرجع سابق، ٧/ ٢١٨٥, ٢١٨٨.
(٥) عبدالرزاق، مرجع سابق، ١/ ٣٢٧. ابن جرير، مرجع سابق، ١٦/ ٢٢٤.ابن أبي حاتم، مرجع سابق، ٧/ ٢١٨٨.بدون "يذهب" في المراجع السابقة ولعلها "فيذهب" للسياق والله أعلم.
(٦) في (د) زيادة "لما قالوا له".
(٧) ابن جرير، مرجع سابق، ١٦/ ٢٢٥.ابن أبي حاتم، مرجع سابق، ٧/ ٢١٨٩. فائدة: فإن الشكوى إلى الله لا تنافي الصبر، وانما الذي ينافيه الشكوى إلى المخلوقين. جواز ابتلاء صاحب الحق بالمصائب والرزايا، وصاحب الباطل بالنعم والعطايا، جواز إخبار الإنسان بما يجد وبما هو فيه من مرض أوفقر ونحوهما من غير وجه التسخط. نصر والهلالي، مرجع سابق، ١/ ٧٥١
(٨) ابن أبي حاتم، مرجع سابق، ٧/ ٢١٨٩.