اسم ما, {بِمُؤْمِنِينَ} خبر ما (١) متعلق بالاستقرار, {وَلَوْ حَرَصْتَ} (٢) على أن يؤمنوا وتهديهم {وَلَوْ} فيها معنى الشرط يمتنع بها الشيء لامتناع غيره.
القولُ في المعنى والتفسيرِ:
المعنى -والله أعلم-: فلما دخل يعقوب وولده وأهله على يوسف {آَوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ} أي: ضمهما إليه {وَقَالَ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ} ويقال: كيف قال لهم {ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ} بعد ما قد دخلوها لأنه قيل لما ضم إليه أبويه قال لهم هذا القول إذ الخبر به؟ قيل في ذلك خلاف، وقال بعضهم: إن يعقوب إنما دخل على يوسف هو وولده، وآوى يوسف أبويه إليه قبل دخول مصر. قالوا: وذلك أن يوسف تلقَّى أباه تكرمةً له قبل أن يدخل مصر، فآواه إليه، ثم قال: {ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ} قبل الدخول, هذا معنى قول السدي (٣)،
وروى فرقد السَّبَخِي (٤) قال: لما ألقي القميص على وجهه ارتد بصيرًا، وقال: {وَاتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ} , فحُمل يعقوب وإخوة يوسف، فلما دنا يعقوبُ أُخبر يوسفُ أنه قد دنا منه, فخرج يتلقاه, وركب معه أهلُ مصر, وكانوا يعظمونه, فلما دنا أحدهما من صاحبه, وكان يعقوب يمشي وهو يتوكأ على رجلٍ من ولده يقال له يهوذا قال: فنظر يعقوب إلى الخيل والناس فقال: يا يهوذا, هذا فرعون مصر؟ قال: لا، هذا ابنك! قال: فلما دنا كل واحد منهما من صاحبه, فذهب يوسف يبدؤه
(١) النَّحَّاس, إعراب القرآن، المرجع السابق.
(٢) في (د) زيادة"اعتراض أي ولوحرصت".
(٣) ابن جرير، مرجع سابق، ١/ ٣٦١. ابن أبي حاتم، مرجع سابق، ٧/ ٢٢٠٠,٢٢٠١.
(٤) فَرقَد بْن يَعقُوب السَّبَخِي، أَبو يَعقُوب الْبَصْرِي الحائِك، (ت ١٢١ - ١٣٠ هـ) أحد العبَّاد الأعلام وكان ضعيفًا، منكرَ الحديث وكَانَ أصله من أرمينية. ابن سعد ,مرجع سابق، ٧/ ١٨٠. الذهبي, تاريخ الإسلام وَوَفيات المشاهير وَالأعلام, مرجع سابق، ٣/ ٤٨٠.